قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حادث عمال مصنع جرجا.. جروح جسدية وألم نفسي يصعب نسيانه

جانب من الحادث بسوهاج
جانب من الحادث بسوهاج
×

في صباحٍ بدا كغيره، استعد عمال الوردية الصباحية في مصنع جرجا ليوم عمل جديد، كانوا يحملون أحلامهم الصغيرة وأعباء الحياة الثقيلة، يجتمعون حول الأتوبيس الذي اعتاد أن ينقلهم يوميًا إلى بوابة المصنع، نقطة انطلاق يومهم الشاق.

صعدوا الأتوبيس، والضحكات تملأ الأجواء، يتبادلون الحديث عن تفاصيل حياتهم اليومية، هناك من تحدث عن طفله الذي بدأ أولى خطواته، وآخر شارك أمنيته بأن يجد علاجًا لوالدته المريضة، خلف كل مقعد، كان هناك قصة، حلم صغير، وربما الكثير من الألم المخفي.

تفاصيل الواقعة

قاد السائق محمد الأتوبيس بثقة، يعرف الطريق جيدًا كما يعرف وجوه الركاب الذين اعتادهم، ولكن عند بوابة المصنع، حدث ما لم يتوقعه أحد عجلة القيادة.

والتي طالما كانت تحت سيطرته، خانته فجأة، الأتوبيس انحرف، ومال على جانبه الأيمن، وكأن الزمن تجمد في تلك اللحظة.

الصراخ ملأ الأرجاء، الأجساد تكدست، ووجوه العمال امتزجت بين الخوف والصدمة، مصطفى، العامل الشاب الذي كان يجلس قرب النافذة، حاول أن يحمي زميله بجانبه، لكنه لم يستطع منع نفسه من الارتطام، سميرة، الأم الوحيدة، صرخت باسم ابنها الذي تركته صباحًا، خوفًا من أن يتيتم طفلها الصغير.

الإصابات لم تكن قاتلة، لكن الألم كان حاضرًا في كل نفسٍ أخذوه، الكدمات والسحجات كانت أقل ما حملوه من هذا الحادث، فالجروح النفسية كانت أعمق بكثير.

في المستشفى، جلس العمال في غرفة الانتظار، محاطين بأصوات الأجهزة الطبية ووجوه زملائهم الشاحبة، كل واحدٍ منهم يراجع تفاصيل حياته.

السائق محمد، الذي أفاد لاحقًا أن الحادث كان بسبب خلل بسيط، جلس في زاوية، يراقب الجميع بعينين تملؤهما الدموع، لم يستطع منع نفسه من الشعور بالذنب، حتى لو لم يكن هناك شبهة جنائية.

انتهت الواقعة، وعاد العمال إلى منازلهم، لكن شيئًا ما تغير، الحادث لم يسرق أرواحهم، لكنه سرق جزءًا من أمنهم، كل واحد منهم عاد وهو يحمل ألمًا جديدًا، ذكرى ستظل محفورة في ذاكرتهم.

ربما سيعودون للأتوبيس غدًا، لكن الضحكات التي كانت تملأه ستخفت، لأن الحياة علمتهم في تلك اللحظة أن الأمان يمكن أن ينهار في غمضة عين.