أكدت الدكتورة ماريا الهطالي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن الفتوى الشرعية هي أداة أساسية لتحقيق الأمن الفكري في مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية المعاصرة، خاصة في عصر التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية، التي انعقدت تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء.
وأشارت الدكتورة الهطالي إلى أن التحولات الرقمية والانتشار السريع لمواقع التواصل الاجتماعي أوجدت تحديات غير مسبوقة، أبرزها "الإفتاء الافتراضي" و"السيولة الإفتائية" و"الصراع الإفتائي"، مما يجعل بناء الوعي الإفتائي ضرورة ملحّة.
وأوضحت أن غياب هذا الوعي قد يؤدي إلى استغلال الجماعات المتطرفة الفراغ الفكري لنشر أفكارها الهدامة.
وأضافت أن الأمن الفكري يتطلب تقديم إجابات شافية للأسئلة المعاصرة التي تشغل الأجيال الجديدة، مشددة على أن ذلك ليس مجرد خيار، بل واجب وطني وديني.
واستشهدت بحكمة من الشيخ سلطان بن محمد القاسمي: "العقول إذا جاعت أكلت عفونة الأفكار".
وخلال كلمتها، سلطت الضوء على تجربة دولة الإمارات في التعامل مع قضايا الإفتاء الشرعي، مشيرة إلى جهود مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي برئاسة الشيخ عبد الله بن بيه، خاصة في مواجهة الجماعات المتطرفة مثل جماعة الإخوان المسلمين، التي أصدر المجلس فتوى باعتبارها منظمة إرهابية.
كما أشادت بمبادرات المجلس لتعزيز التعايش، من خلال إجازة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وتقديم إرشادات شرعية للتعامل مع جائحة كورونا.
وأكدت أن مواجهة تحديات الأمن الفكري تتطلب تكامل خمسة عناصر رئيسية: العدالة، التعليم، الإعلام، الانتماء للوطن، وتعزيز القيم الأخلاقية، مع دور محوري للفتوى في تشكيل الوعي المجتمعي وصيانة القيم والأخلاق.
واختتمت الدكتورة الهطالي كلمتها بدعوة المشاركين في الندوة للتعاون على وضع خطة شاملة لمواجهة التحديات الفكرية الراهنة، مؤكدة أن الفتوى ليست فقط أداة للحفاظ على استقرار المجتمعات، بل أيضًا وسيلة لتعزيز التعايش والارتقاء بالوعي المجتمعي.