أكد الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن احترام الحقوق الفكرية واجب شرعي، مشيرًا إلى أن السطو على أفكار الآخرين أو نسبها للنفس يعد نوعًا من السرقة لا يقل خطورة عن سرقة الأموال.
وخلال حواره مع الإعلامية زينب سعد الدين، في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة "الناس"، أوضح اليداك أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسس لمبدأ احترام العقول والأفكار في تعاملاته مع الصحابة وحتى مع الأسرى.
وأضاف: “الحقوق الفكرية والعينية، مثل الحق في التطوير والوصول إلى المعلومات والابتكارات، يجب أن تُعامل بنفس الجدية التي نعامل بها الحقوق المادية.”
وأشار اليداك إلى مواقف من حياة النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد تقديره للعقول.
ففي غزوة الخندق، تبنى النبي فكرة سيدنا سلمان الفارسي بحفر الخندق كوسيلة للدفاع، وهي فكرة غير مسبوقة آنذاك.
كما أتاح النبي للأسرى في غزوة بدر فرصة لفداء أنفسهم بتعليم المسلمين القراءة والكتابة، مما يعكس احترامه لقدراتهم الفكرية.
وأضاف اليداك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يولي أهمية لتطوير مهارات الأفراد، مستشهدًا بتكليف النبي لسيدنا زيد بن ثابت بتعلم اللغة السريانية، والتي أتقنها في وقت قياسي، مما ساعد المسلمين في التواصل مع مجتمعات مختلفة.
دعوة لاحترام الحقوق الفكرية
اختتم اليداك حديثه بالتأكيد على ضرورة احترام حقوق الآخرين الفكرية في جميع مجالات الحياة، سواء كانت أفكارًا علمية أو إبداعية، مشددًا على أن الاعتداء على هذه الحقوق يعد انتهاكًا للقيم الدينية والأخلاقية.