في كل زاوية من زوايا مجتمعنا، هناك قصص خفية عن شباب صارعوا الإدمان، وخرجوا منها منتصرين. قصص تبعث الأمل وتزرع الإيمان بأن الشفاء ممكن، وأن الحياة تستحق العيش.
في هذا التقرير، يسلط “صدى البلد” الضوء على هذه القصص الملهمة، ونستكشف رحلة هؤلاء الشباب من الظلام إلى النور.
قضى الشاب أحمد حراز 17 عاما في تعاطي المخدرات حتى استطاعت أسرته إقناعه بالذهاب إلى أحد مراكز العلاج فى بورسعيد ليتمكن من التعافي بعد قصة طويلة بدأت بالفضول.
قال الشاب أحمد حراز، من محافظة بورسعيد، 33 عاما، متزوج ولدية 3 أطفال، أنه بدأ في تعاطي المواد المخدرة وهو في سن المراهقة وبالتحديد في الصف الثالث الإعدادي مع أصدقائه، وأصبح يتعاطي المخدرات، والبرشام، والخمرة، مشيرا الى أنها كانت رحلة صعبة للغاية .
وأكد أحمد حراز، أنه حرفي، وسافر للعمل في الخارج، ومع ذلك كان يتعاطي المواد المخدرة أثناء السفر، واستمر في التعاطي لمدة ١٧ سنة، وفي النهاية قرر أن يتعافي وتوجه إلى مركز العزيمة في بورفؤاد، ومن هنا بدأت رحلته إلى العلاج.
وأوضح أحمد حرز، أن عدم توفير المواد المخدرة للشخص المتعاطي، تدخله في حالة اكتئاب، وتوثر على العامل النفسي له، وتدفعه إلى خلق المشاكل مع الجميع، مؤكداً أن والده ووالدته وزوجته لهم الفضل الكبير في علاجه، مضيفا أنه عاش أيام صعبة وكان دائم الشجار مع الجيران ومع المواطنين فى الشارع لأن المخدرات أدخلته فى حالة هلوسة .
وتابع أحمد حرز، أنه تعالج من الادمان داخل أحد مراكز العلاحج لمدة 60 يوما، مؤكدا أنه تعافي تماما من الادمان، وهو يتردد الان علي المركز لمتابعة حالته.
مكافحة وعلاج الادمان والتعاطى
مركز العزيمة ببور فؤاد فى محافظة بورسعيد التابع لصندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطى يقدم الخدمة العلاجية المجانية للمرضي، والمبنى كان أصل غير مستغل مساحة المركز 4500 متر مكعب وتمثل المساحة الإنشائية 60% من المساحة الكلية وجاء قرار اللجنة الوزارية لحصر الأصول غير المستغلة وتخصيص المبنى لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان لتشغيله وتحويله لمركز لتأهيل مرضى الإدمان وهو اول مركز تأهيلي للمحافظة.
مركز العزيمه افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى في فبراير 2021.
وصمم مركز العزيمة وفقا للمعايير الدولية، ويوجد به عيادات خارجية وحجز داخلي وغرف الإقامة للمرضى وغرف إدارية وقاعات علاج جماعي وصالة ألعاب رياضية وملعب خماسي وتنس طاولة وبلياردو ومجمع فنون وقاعة الحاسب الالي و ورشة عمل علاج بالعمل وعيادة الطوارئ والمطبخ وصاله الطعام وكافتيريا ومسجد ومغسله وقاعة اجتماعات .
تطبيق برامج الدمج المجتمعي للمتعافين من الإدمان
أكد الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، على أهمية تطبيق برامج الدمج المجتمعي للمتعافين من الإدمان وأثره على تحسين جودة الحياة لديهم ،لافتا الى تقديم خدمة العلاج بمراكز العزيمة التابعة للصندوق أو الجهات الشريكة مع الخط الساخن " 16023" والبالغ عددها 33 مركز علاجى في 19 محافظة حتى الان وفقا للمعايير الدولية وفقاً للمعايير الدولية وبما يتفق مع حقوق مريض الإدمان ويبين تحليل الخصائص الديموجرافية للمترددين على العلاج أن نسبة %85٪ منهم تقع ضمن الشريحة العمرية من 18 إلى 40 عاما، وهى ذروة مرحلة العمل والإنتاج، حيث تشير دراسة تطبيق برامج الدمج المجتمعي للمتعافين من الإدمان إلى ارتباط وثيق بين المخدرات وضعف الكفاءة الإنتاجية وعدم القدرة على العمل خلال فترة الإدمان النشط ،ولذلك يُنفذ الصندوق برنامجاً متكاملاً للدمج المجتمعي للمتعافين من الإدمان يتضمن حزمة من التدخلات الاجتماعية والثقافية والنفسية لمساندتهم على الاندماج بنسيج المجتمع كأعضاء فاعلين ومنتجين منها تدخلات للتمكين الاقتصادي للمتعافين ضمن برنامج الدمج المجتمعي وقد تضمن هذا المكون برامج تدريب مهني على حرف يحتاجها سوق العمل، حيث أنشأ الصندوق ورشاً للتدريب المهني في كافة المراكز العلاجية التابعة له واستفاد منها ما يقرب من 14 ألف متعاف خلال 2023 ويُشارك المُتعافون تجهيز كافة المراكز العلاجية الجديدة وتأثيثها كما يوفر الصندوق من خلال بنك ناصر الاجتماعى قروض المشروعات الصغيرة للمتعافين.
فيما قال محمد طلبة البالغ من العمر 36 عاما، أحد المتعافين من الادمان، ومتزوج ويعول أسرة مكونة من 3 أفراد وهم: طفلان، وزوجة، ويعمل كهربائي، إن البداية كانت بالعزومة على فرع حشيش ثم ادمنت الحشيش حتى وصلت الى مرحلة اننى لا استطيع التحرك وممارسة حياتي الطبيعية الا بالاستفتاح بشرب الحشيش وأضاف أن حياته تدهورت واهمل اسرته لسنوات طويلة .
وأكد أنه بدأ في تعاطي المواد المخدرة من سن 18عاما، وتطور الأمر حتي أصبح هذا التعاطي أمرا أساسيا في حياته ويعتمد عليه بشكل كامل مضيفا: أعتقد أن تعاطي هذه المواد المخدرة يساعد في الهروب من المشاكل، ولكن بمساعدة الفريق العلاجي بمركز العزيمة ببور فؤاد ببورسعيد وصندوق مكافحة وعلاج الادمان، ومساعدة أسرتي استطعت التعافي خلال 70 يوما قضيتها داخل مركز العزيمة ببور فؤاد ببورسعيد.
وأوضح طلبة أن اسرته اقنعته بفكرة التعافى، والذى دفعنى بقوة ، كان يعرف مريضا بالادمان، وتم علاجه وأصبح متعافي، ومن هنا بدأت أفكر في العلاج وبالفعل بدأت رحلة العلاج، ووجدت تعاون كبير، وعلاج علي أعلي مستوي، بالإضافة إلي توفير أشياء كثيرة من صالة جيم، وملعب كورة قدم، والبلستيشن، وغيرها.
وتابع طلبة: أقوم بالمتابعة أسبوعياً، حيث أقيم يومين هنا في الدار لمتابعة حالتي، مؤكدا أن أصدقاء السوء هم الذين دفعوه نحو طريق الادمان والحمد لله قطعت علاقتى بهم نهائيا حتى لا اضعف مرة اخرى وعدت للحياة مرة ثانية بعد فقدانها لما يقرب من 18 عاما .