منذ بداية الأزمة السورية وتداعياتها الكبرى على الأمن والاستقرار الإقليمي، استغلت إسرائيل الفوضى التي نجمت عن النزاع في سوريا لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
توغل إسرائيل في الأراضي السورية
بعد سقوط نظام بشار الأسد، كان التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية خطوة استراتيجية تهدف إلى تحقيق عدة أهداف سياسية وعسكرية، بما في ذلك السيطرة على مواقع حساسة، منع وصول الأسلحة إلى الفصائل المعارضة المسلحة، وتوسيع نفوذها على حساب وحدة الأراضي السورية.
ومن جانبه، أشار المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، إلى استعداد إسرائيل للتمدد العسكري في الأراضي السورية.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن القوات الإسرائيلية سيطرت على مقار الجيش السوري وتوغلت في عمق 14 كم وصولاً إلى درعا، وذلك بعد سقوط النظام، في خطوة تُظهر الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة.
وأوضح الرقب أن إسرائيل تسعى إلى تقسيم سوريا من خلال استهداف الأقليات، وخاصة الدروز، بهدف إنشاء "دويلة درزية" في المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة، وخصوصًا في هضبة الجولان وتل الشيخ. وأضاف أن هذا المسعى يتماشى مع أهداف إسرائيل في تحويل سوريا إلى دويلات وتوسيع نفوذها العسكري والسياسي في المنطقة.
وأشار الرقب أيضًا إلى الهجمات الإسرائيلية على مراكز الأبحاث السورية والمخازن العسكرية، بالإضافة إلى تدمير مبنى الجوازات، وهو ما يُعتبر جزءًا من سعي إسرائيل لإضعاف مؤسسات الدولة السورية. كما حذر من النشاط التجسسي الإسرائيلي في سوريا، مذكرًا بأن تل أبيب قد زرعت خلايا تجسسية خلال سنوات الحراك السوري، بما في ذلك عملها مع مجموعات معارضة زعمت أنها إسلامية.