انطلقت فعاليات كونجرس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اليوم، للإعلان عن الملفات الفائزة بتنظيم بطولتي كأس العالم 2030 و2034، في حدث استثنائي شهد سلسلة من الكلمات الرسمية والعروض التي أبرزت الأهمية التاريخية والمجتمعية للبطولة.
تنظيم بطولة كأس العالم 2030
بدأ الكونجرس بعرض تقديمي للملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال لاستضافة مونديال 2030، حيث ظهر في الفيديو نجوم بارزون مثل لويس فيجو ونور الدين نايبت، للترويج لهذا الملف الذي يعكس رؤية موحدة بين ثلاث قارات. وأكد فرناندو جوميز، رئيس الاتحاد البرتغالي، خلال كلمته، أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق هذه الدول في الاستثمار بمستقبل كرة القدم. أما روبرت هاريسون، رئيس اتحاد أوروجواي، فقد شدد على أهمية التواجد ضمن هذه النسخة التاريخية التي ستجمع بين أصالة الماضي وتطلعات المستقبل، بينما وصف كلاوديو تابيا، رئيس الاتحاد الأرجنتيني، هذه النسخة بأنها "رمز لتاريخ كرة القدم".
شهد الكونجرس توقفًا لبضع دقائق بسبب عطل فني، قبل استئناف أعماله بكلمة لرئيس "فيفا"، جياني إنفانتينو، الذي أشار إلى قوة كرة القدم في توحيد الشعوب وتقريب المسافات. وتطرق إنفانتينو إلى النجاحات السابقة، مثل كأس العالم 2022 في قطر وكأس العالم للسيدات 2023، معربًا عن تطلعه لتحقيق المزيد من الإنجازات مع النسخ المقبلة، لا سيما في ظل توسعة البطولة إلى 48 فريقًا بداية من مونديال 2026.
أعلن "فيفا" رسميًا إسناد تنظيم بطولة كأس العالم 2030 إلى الملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، ليكون هذا الملف الوحيد المُرشح. وستشهد هذه النسخة إقامة مباريات افتتاحية احتفالية في أوروجواي والأرجنتين وباراجواي، احتفاءً بمرور 100 عام على أول نسخة من كأس العالم التي استضافتها أوروجواي عام 1930. بذلك يصبح المغرب ثاني مستضيف أفريقي للمونديال بعد جنوب أفريقيا 2010، وثاني مستضيف عربي بعد قطر 2022، في إنجاز يعكس تطور كرة القدم في المنطقة العربية.
تنظيم كأس العالم 2034
أما كأس العالم 2034، فقد حظيت المملكة العربية السعودية بشرف تنظيمها بعد تقديمها ملفًا قويًا حصد أعلى تقييم في تاريخ ملفات كأس العالم (4.2 من 5) وفقًا لتقارير "فيفا". الملف السعودي، الذي حظي بدعم واسع من مختلف الدول، يعكس رؤية طموحة تتماشى مع التطور الرياضي الكبير الذي تشهده المملكة.
أكد إنفانتينو أن النسختين المقبلتين ستكونان انعكاسًا حقيقيًا لتطور كرة القدم كظاهرة توحد الشعوب، متوقعًا أن يقدما تجربة فريدة تجمع بين الأصالة والابتكار، وتترك بصمة خالدة في تاريخ اللعبة الأكثر شعبية في العالم.