نجيب محفوظ، الأديب المصري الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، كان شخصية بارزة في المشهد الأدبي العربي، ولم تكن مسيرته خالية من التحديات والخلافات مع عدد من الأدباء والمفكرين. رغم شهرته الواسعة وإسهاماته الكبيرة في تطور الرواية العربية، دخل محفوظ في العديد من المعارك الأدبية التي ألقت بظلالها على حياته الأدبية.
الخلاف مع العقاد
كان خلاف محفوظ مع عباس محمود العقاد واحدًا من أبرز المعارك الأدبية في مسيرته.
رفض العقاد الرواية كفن أدبي معتبرًا أنها “فن دوني” مقارنة بالشعر والمقالة.
وفي المقابل، دافع محفوظ بشدة عن الرواية كفن أدبي متكامل، ووصفها بأنها “ديوان العصر الحديث”، ما أدى إلى تصاعد التوتر بينهما.
الصدام مع يوسف إدريس
شهدت العلاقة بين نجيب محفوظ ويوسف إدريس توترًا كبيرًا، خاصة أن إدريس كان يرى نفسه منافسًا لمحفوظ، ويطمح للحصول على جائزة نوبل في الأدب. وقد انتقد إدريس أسلوب محفوظ، معتبرًا أن رواياته تعتمد بشكل كبير على النمط الغربي، بينما أكد محفوظ أن أدبه يعكس الواقع المصري بعمق لا يمكن إنكاره.
الخلاف مع توفيق الحكيم
رغم التقدير المتبادل بين نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، إلا أن خلافًا فكريًا ظهر بينهما حول مفهوم الأدب ودوره. حيث كان الحكيم يميل إلى الرمزية والفكر الفلسفي في أعماله، بينما فضل محفوظ الواقعية، وركز على تصوير المجتمع المصري بكل تفاصيله.
الانتقادات من أنصار الأدب الجديد
مع ظهور موجة الأدب الجديد في الستينيات، وازدهار التيارات التجريبية، وجه بعض النقاد والكتاب الشباب انتقاداتهم إلى نجيب محفوظ. اعتبروا أن أسلوبه الكلاسيكي أصبح متجاوزًا مقارنة بالتجارب الأدبية الحديثة. إلا أن محفوظ رد بمرونة، واستمر في تجديد أعماله، وأنتج روايات بأسلوب أكثر تجريبية، مثل “حديث الصباح والمساء”.
الجدل حول رواية “أولاد حارتنا”
لا يمكن الحديث عن معارك نجيب محفوظ الأدبية دون التطرق إلى الجدل الذي أثارته روايته “أولاد حارتنا”. واجه محفوظ هجومًا عنيفًا من بعض رجال الدين، الذين اعتبروا الرواية تمس المقدسات، بينما دافع محفوظ عن روايته باعتبارها عملًا رمزيًا يحمل رسائل فلسفية وإنسانية.
الاختلاف مع يوسف شاهين
خارج إطار الأدب، دخل محفوظ في خلاف مع المخرج يوسف شاهين، الذي أجرى تغييرات كبيرة في فيلم “بين القصرين” المقتبس عن ثلاثية محفوظ. رأى محفوظ أن التعديلات شوهت النص الأصلي، ما أثار جدلًا حول دور الأدب في السينما.