في الآونة الأخيرة، انتشر نوع من عمليات الاحتيال الإلكتروني بشكل مقلق، حيث وقع آلاف الأشخاص ضحية لمخططات احتيالية معقدة، واحدة من أبرز هذه العمليات تأتي يستخدم فيها المحتالون أرقام هواتف دولية، حيث يتلقى الضحايا مكالمات هاتفية من أرقام مجهولة، تبدأ بإحدي المفاتيح الدولية التالية 720 كولورادو، و272 بنسلفانيا، و959 كونيتيكت، و346 تكساس وهي ولايات أمريكية.
وحسبما أفاد تقرير صادر عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، حذر خبراء الأمن السيبراني مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم، من مكالمة هاتفية خطيرة يمكنها أن تخترق أجهزتهم وتسرق البيانات الخاصة بهم، فإذا كنت تلقيت اتصالا هاتفيا من رقم دولي يبدأ بإحدي المفاتيح المذكوره أعلاه، فتأكد من أنك ضحية لعملية احتيال خطيرة.
مكالمة هاتفية خطيرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
قال الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، في الوقت الراهن يعيش الفرد في عالم رقمي غني بالمميزات، لكن في ذات الوقت فإنه من الضروري أن نكون واعين للمخاطر المرتبطة بها، خاصة مع تزايد استخدام التكنولوجيا وظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي جعلت الأمور أكثر تعقيدا، فهناك العديد من البرامج المتاحة التي يمكن أن تسبب أضرار كبيرة، من بينها المكالمات الهاتفية المزيفة المعروفة باسم "Fake Call"، وهي خدمة يمكن لأي شخص الوصول إليها عبر الإنترنت، سواء كان شخصا عاديا أو هاكر محترف، هذه الخدمة تتيح انتحال هوية أي رقم تابع لشركة معروفة أو بنك، وذلك باستخدام الرقم المخصص للتواصل مع العملاء.
وأوضح “رمضان” في تصريح خاص لـ “صدي البلد”، أنه من خلال استخدام أحد برامج الذكاء الاصطناعي المتطورة، يمكن للمنتحل بسهولة إدخال الرقم الذي يرغب في استخدامه والاتصال بالضحية عبر مكالمة هاتفية أو إرسال رسالة نصية، وسيظهر الرقم كما هو مسجل لديه.
وشدد مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، أن الأخطر من ذلك أن هناك بعض الخدمات التي تستطيع تغيير أو تقليد الأصوات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك عن طريق أدوات تحليل الصوت، والتي يمكنها تقليد نبرة صوت أي شخص بسهولة.
ونوه أن خطورة هذه الأدوات تكمن في أنها قد تخدع أي شخص، مما يجعله عرضة للنصب أو الابتزاز الإلكتروني، وهي جريمة كبيرة للغاية، حيث تعتبر إحدي أنواع الجرائم التي تستخدم التكنولوجيا ويعاقب عليها القانون.
وأشار الدكتور محمد محسن رمضان، أنه في مثل هذه العمليات الاحتيالية، يقوم الهاكر باستخدام أحد برامج "انتحال الرقم" المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بإرسال رسالة نصية تحتوي على رابط مفخخ إلى شخص يرغب في اختراق هاتفه، منتحلا رقم شخص موثوق به مما يسهل عليه جذب الضحية للفخ بسهولة، وبمجرد إرسال الرابط من هذا الرقم المعروف، وفي حال فتح الضحية لـ رابط التصيد (phishing link)، الذي ربما يكون محملا ببرنامج تجسس يمكنه تشغيل الكاميرا الأمامية لهاتف الضحية وتصويره دون علمه، أو بدلا من ذلك يكون الرابط مزودا ببرمجية ضارة تعمل على سرقة البيانات الحساسة الموجودة على الجهاز أو تشفيرها باستخدام أحد برامج الفدية الخبيثة.
وكشف أن بعض التطبيقات الأخرى تستخدم أرقاما مزيفة للتواصل وإرسال رسائل عبر منصات مثل واتساب، تيليجرام، سيجنال، وماسنجر، تدعي أنها توفر وظائف بدوام جزئي أو فرص عمل مغرية، مُستهدفةً الضحايا الذين لديهم حاجة للعمل أو هوس الربح السريع، فبعد أن يستمع الضحية للرسالة الصوتية المرسلة من رقم مجهول، يبدأ بالتجاوب مع المرسل.
وفي هذا الوقت، يقوم المحتال باتّباع مراحل النصب الإلكتروني الأخرى لإتمام خدعته، حيث يسأل الضحية عدة أسئلة مهمة بهدف جمع البيانات، وفي النهاية يطالبه بالدخول على رابط مشبوه، لإكمال العملية االاحتيالية عبر إدخال تفاصيل تسجيل الدخول سواء لحساباته على السوشيال ميديا أو تفاصيل الحسابات البنكية، وبهذه الخطوة يكون الضحية هو من قام بتسليم بياناته الخاصة ، والتي يستخدمها المنتحل فيما بعد لابتزازه.
وحث محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، مستخدمي الهواتف الذكية على توخي الحذر من المكالمات الهاتفية التي تتصل بأرقام دولية، مشددا على أهمية تعزيز الوعي الرقمي، مختتما كلامه: "لاشئ مجانا، إذا لم تكن هناك قيمة تدفع مقابل الخدمة، فهذا يعني أنك قد تكون أنت السلعة، لذا من الضروري أن نكون واعين لهذه النقطة لتحقيق الأمان في عالمنا الرقمي".