في مثل هذا اليوم، 10 ديسمبر 1902، تم افتتاح خزان أسوان، الذي يُعد من أبرز المشروعات الهندسية في مصر في القرن العشرين. وضع حجر الأساس للمشروع الخديوي عباس حلمي الثاني، ليكون الخزان بداية لري حديث ومنظم في مصر، ومعلماً تاريخياً لتطوير نظم التحكم في مياه النيل.
خزان أسوان: بناء وتطوير
يقع خزان أسوان جنوب مدينة أسوان، وتم تشييده عام 1902 ليصبح أول سد بهذا الحجم على مستوى العالم في ذلك الوقت. تمت تعليته مرتين، الأولى عام 1912، والثانية عام 1933، ليصبح قادراً على حجز مياه الفيضان وتخزينها لتوزيعها خلال فترة التحاريق. يحتوي الخزان على 180 بوابة للتحكم في تدفقات المياه، واستُخدمت المياه المتدفقة لتوليد الكهرباء عبر محطتين: محطة أسوان الأولى التي أنشئت عام 1953، ومحطة أسوان الثانية عام 1985
البداية التاريخية لفكرة السد
بدأت فكرة بناء سد للتحكم في مياه النيل في القرن الحادي عشر، عندما استدعى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله العالم العربي ابن الهيثم لتنظيم فيضان النيل. بعد دراسات ميدانية، توصّل ابن الهيثم إلى عدم جدوى المشروع آنذاك، وهو ما أدى إلى توقف الخطة.
السد العالي: معجزة القرن العشرين
رغم أهمية خزان أسوان، إلا أن السد العالي، الذي بُني بعد ثورة 23 يوليو 1952، يُعد أعظم إنجاز هندسي في مصر خلال القرن العشرين. تم بناء السد لحماية مصر من الفيضانات العالية ولتوفير مياه ثابتة للري والتوسع الزراعي. كما وفر السد طاقة كهربائية هائلة لدعم التنمية الصناعية والزراعية.
مقارنة بين خزان أسوان والسد العالي
• خزان أسوان: أُنشئ لتخزين المياه وتنظيم تدفقها للري، وتم تحديثه بمحطات لتوليد الكهرباء.
• السد العالي: بُني جنوب أسوان على بعد 20 كيلومتراً، ويبلغ طوله 3600 متر وارتفاعه 111 متراً. يتميز بقدرته على تخزين المياه بكميات ضخمة لحماية مصر من الفيضانات أو الجفاف، إلى جانب توليد الطاقة الكهربائية بقدرة كبيرة.
يظل خزان أسوان نقطة انطلاق للري الحديث في مصر، بينما يُعد السد العالي ركيزة أساسية في تحقيق الاستقرار المائي والطاقة والتنمية الشاملة للبلاد.