تشهد سوريا في الفترة الحالية تحولات جذرية تزامنا مع رحيل نظام بشار الأسد. فقد أصبحت الأحداث في سوريا تشكل محط أنظار العديد من القوى الإقليمية والدولية التي تتصارع في ظل فترة انتقالية غير واضحة المعالم.
مستقبل سوريا الفترة القادمة
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن سوريا تشهد مرحلة انتقالية بالغة التعقيد، حيث أن حسابات الأطراف الإقليمية والدولية ستؤثر بشكل حاسم في المستقبل، وسوريا مقسمة إلى عدة قطاعات تسيطر عليها فصائل وتنظيمات ذات توجهات متباينة، ما يجعل من الصعب التنبؤ بتوجهات الموقف السياسي في المستقبل.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن أهم اللاعبين في هذه المرحلة هم تركيا وإسرائيل وإيران، الذين سيكون لهم تأثير قوي على مسار الأحداث في سوريا والمنطقة المحيطة.
وأشار فهمي، إلى أن الوضع في لبنان كان تمهيدا لما تشهده سوريا الآن، ويبدو أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من التقلبات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وهذا التحول دفع إلى بروز تفاصيل جديدة في حياة بشار الأسد، إلى جانب تطورات ميدانية وأمنية كبرى على الأرض السورية، وتظهر هذه التطورات عبر العديد من الملفات السياسية والعسكرية التي تتداخل مع مصالح عدة أطراف محلية وإقليمية.
حياة بشار الأسد في روسيا بعد سقوط نظامه
وبعد عقود من حكم سوريا، واجه بشار الأسد منعطفا مهما مع رحيل نظامه، ما دفعه إلى مغادرة دمشق نحو وجهة مجهولة، وتشير التقارير إلى أن الأسد وعائلته قد يكونون في روسيا، في ظل علاقة طويلة الأمد بين سوريا وموسكو، وتتواجد العائلة في مقر أكثر أمانا تجهزه لهم الحكومة الروسية، وهو ما يشير إلى أن روسيا قد تكون قد ضمنت له ملاذًا آمنًا بعد سقوط النظام.
وفي تطور آخر، يقال إن الأسد قد زار العاصمة الروسية عدة مرات، حيث التقى بالمسؤولين الروس في مناسبات متعددة. كذلك، تشير بعض التقارير إلى أن ابنه حافظ درس في جامعة روسية، وأعد أطروحته باللغة الروسية، وهو ما يعكس التوجهات الروسية في دعم الأسد وأسرته على المستوى الشخصي والمجتمعي.
تمركز دبابات الاحتلال بالقرب من دمشق
وتتوالى الأخبار العسكرية عن تمركز دبابات الاحتلال الإسرائيلي على بعد 20 كيلومترًا من العاصمة السورية دمشق، وتشير التقارير إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قد استعادت السيطرة على 9 قرى سورية مجاورة، كما تشير الأنباء إلى تنفيذ غارات إسرائيلية متواصلة على العاصمة السورية ومحيطها، حيث تركز الهجمات على تدمير مناطق نفوذ عسكري لطرف ما في النزاع السوري.
وتؤكد مصادر عسكرية أن سلاح الطيران الإسرائيلي استهدف مواقع عدة في الأراضي السورية، وهو ما يشير إلى نية إسرائيل في تقليص النفوذ العسكري الذي قد يكون في منطقة حدودية مع الدولة العبرية، وهذا التطور يأتي في وقت حساس، حيث تشهد البلاد مرحلة انتقالية مع غياب واضح للنظام السوري، الأمر الذي يعكس تزايد الأزمات والتحديات الأمنية.
قرارات هامة في العاصمة السورية
وفي وسط هذه الأحداث العسكرية، تشهد العاصمة دمشق اتخاذ مجموعة من القرارات الهامة على صعيد الأمن والسياسة، وقد تركزت هذه القرارات حول كيفية التعامل مع الوضع الميداني في سوريا في ضوء الحروب المستمرة بين الفصائل العسكرية المختلفة، كما برزت الأهمية القصوى لقرارات تتعلق بحماية البنية التحتية للعاصمة والحد من تأثير الهجمات الإسرائيلية المستمرة.
مفاجأة الدفاع المدني السوري حول السجون
وفي مفاجأة صادمة، كشف الدفاع المدني السوري عن تفاصيل جديدة حول السجون السورية، حيث أكد أن هناك سجناء في زنازين سرية داخل سجن صيدنايا، ويعني ذلك أن بعض المعتقلين الذين أُطلق سراحهم في الأيام الأخيرة ربما لم يكونوا قد غادروا السجن فعلا، بل ربما تم احتجازهم في أماكن سرية داخل المنشأة.
وقد أظهرت عمليات البحث التي شملت جميع مداخل ومخارج السجن، بما في ذلك أنابيب الصرف الصحي وغرف أسلاك الكهرباء وكابلات كاميرات المراقبة، أنه لم يتم العثور على أقبية أو سراديب غير معروفة، ورغم ذلك استمرت التكهنات حول وجود أماكن سرية لم تكشف عنها التحقيقات حتى الآن.
الانفجار الكبير في دمشق
فيما يخص الوضع الأمني داخل العاصمة، شهدت دمشق انفجارا كبيرا أدى إلى حالة من الهلع والدمار في بعض أحياء المدينة، ويرتبط الانفجار بالعمليات العسكرية المستمرة في محيط العاصمة، حيث أكدت مصادر سورية أن القوات الإسرائيلية نفذت غارات مكثفة على المواقع السورية.