في إحدى قرى مركز دار السلام بمحافظة سوهاج، تحولت روابط الدم إلى نار أحرقت القلوب ودفنت أواصر المحبة، عندما أطاحت الخلافات على الميراث بضمير إنساني، فكانت النتيجة جريمة مروعة لم يسلم فيها الأب من تورط الابن.
بداية الواقعة
كانت الأجواء هادئة في قرية أولاد سالم قبلي، إلى أن قطع صوت إطلاق النار السكينة في ظهيرة يوم 29 ديسمبر 2022، الجميع هرعوا لاستطلاع الأمر، ليجدوا "إسماعيل ا ص" ملقى على الأرض غارقًا في دمائه، بينما يفر ابن عمه "رائد ص ا" مستقلاً جرارًا زراعيًا، بعد أن أطلق عليه الرصاص مباشرة.
شهادات صادمة
قال الشاهد الأول، عبد الناصر ا ص، إنه كان يقف بجانب المجني عليه عندما فوجئ بالمتهم الأول يقترب منهما، حاملًا سلاحًا ناريًا وأطلق النار بلا رحمة. وأكدت التحقيقات أن والد المتهم، "صابر ا"، كان حاضرًا لمساندة ابنه، حاملًا بندقية آلية على مقربة من مسرح الجريمة، ليضمن تنفيذ المخطط.
من داخل المنازل القريبة، خرجت سيدات من عائلة المجني عليه ليجدن الجثمان غارقًا في دمائه. إحداهن، "بطه م"، أكدت أن الخلافات بين العائلتين حول تقسيم الميراث كانت مشتعلة منذ أشهر، لكن لم يكن أحد يتوقع أن تصل إلى هذا الحد المأساوي.
مسار العدالة
لم يستغرق الأمر طويلًا حتى سلم المتهم الأول نفسه للشرطة، وسلم السلاح الناري المستخدم في الجريمة، ومن خلال التحقيقات، عُثر على تطابق بين الفوارغ المضبوطة بمسرح الجريمة والسلاح الذي أطلق الرصاص.
وبعد أكثر من عام من الجلسات، أصدرت محكمة جنايات مستأنف سوهاج، برئاسة المستشار خالد أحمد عبد الغفار، حكمها بالإعدام شنقًا للمتهم الأول، والمشدد 10 سنوات لوالده المتهم الثاني.
وجاء الحكم ليطوي صفحة مأساوية في سجل الجرائم العائلية التي أودت بحياة شاب ودمرت عائلة بأكملها.
نهاية مؤلمة
في الوقت الذي بدأت فيه دموع العائلة تتجدد على فقيدها، وجد الأب نفسه خلف القضبان، بينما ينتظر الابن حبل المشنقة، في النهاية، أصبحت تلك الطلقات النارية لا تطلق سوى رسائل حزن وندم، بأن لا رابح في معركة يشتعل فيها فتيل الغضب على حساب الأرواح.