في تطور دراماتيكي، شهدت سوريا أمس الأحد، تطورات مفاجئة تمثلت في دخول قوات المعارضة السورية العاصمة دمشق، الأمر الذي أدى إلى مغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد بعد 13 عامًا من حكمه.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن أعلن الأسد عن ترك منصبه وإعطاء التعليمات لإجراء عملية انتقال السلطة بشكل سلمي، وهو ما أعلنته وزارة الخارجية الروسية. ورافق هذه التحولات السياسية الكبرى بيان من رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي، الذي أعرب عن استعداده للتعاون مع القيادة الجديدة التي يختارها الشعب السوري.
مرحلة جديدة
في تطور غير مسبوق، تمكنت قوات المعارضة السورية من دخول العاصمة دمشق، ما أدى إلى انهيار النظام الحاكم بشكل مفاجئ. ومع مغادرة بشار الأسد للبلاد، جاءت تأكيدات من وزارة الخارجية الروسية بشأن بدء عملية نقل السلطة بشكل سلمي، وهو ما أسهم في تطمين الرأي العام السوري والدولي بأن التحولات القادمة ستكون مدروسة.
من جانبه، قال المحلل السياسي الدكتور خالد شنيكات، إن الأولوية الحالية تتمثل في أن تكون سوريا دولة موحدة ومستقرة، مع ضرورة العمل على ترتيب الأولويات بما يضمن ضبط الأمن على الحدود ويسهم في تسهيل عودة اللاجئين إلى وطنهم.
وأضاف شنيكات لـ"صدى البلد"، “أن المرحلة المقبلة تتطلب التركيز على بناء سوريا قوية وموحدة، بعيدة عن أي انقسامات، لأن استقرارها ليس فقط في صالح الشعب السوري، بل ينعكس إيجابًا على أمن واستقرار المنطقة بأسرها”.
وشدد شنيكات على ضرورة بذل جميع الأطراف المعنية للجهود لتوحيد الصفوف وتغليب المصلحة الوطنية، كما يجب أن يكون هناك تعاون دولي لدعم هذا الاستقرار وتحقيق السلام المستدام في سوريا، موضحا أن الوحدة والاستقرار هما الطريق الوحيد نحو مستقبل أفضل لسوريا وشعبها.
وفي بيان بثه عبر منصات التواصل الاجتماعي، أعلن رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي استعداده للتعاون مع القيادة التي يختارها الشعب السوري. وقال الجلالي: "هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية تبني علاقات طيبة مع الجوار ومع العالم. نحن مستعدون لتقديم كل التسهيلات الممكنة للقيادة التي يختارها الشعب". هذه التصريحات تأتي في وقت حساس يعكس استعداد الحكومة للتعاون مع أي عملية سياسية تضمن استقرار البلاد وتحقق تطلعات الشعب السوري.
وفي بيان رسمي، عبرت وزارة الخارجية المصرية عن اهتمامها البالغ بالتطورات في سوريا، مؤكدة وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري. وأشارت الوزارة إلى دعمها لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، داعية جميع الأطراف السورية إلى تغليب المصلحة العليا للبلاد، والعمل على توحيد الأهداف والأولويات من أجل بدء عملية سياسية شاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق الداخلي. وأكد البيان أن مصر ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم الدعم للشعب السوري، بما في ذلك المساعدة في إعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين.
من جهته، أصدر قائد "هيئة تحرير الشام"، أحمد الجولاني، الملقب بـ "أبو محمد الجولاني"، بيانًا حذر فيه قواته في دمشق بعدم الاقتراب من المؤسسات الحكومية العامة. وأوضح الجولاني أن هذه المؤسسات ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي حتى يتم تسليمها رسميًا إلى القيادة الجديدة. كما أكد في أول مقابلة تلفزيونية له بعد التطورات الأخيرة أن الأقليات في سوريا ستظل محمية وأن البلاد هي "ملك لجميع السوريين". ودعا السوريين إلى الحفاظ على المؤسسات الحكومية وحمايتها في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة.