صرح الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، بأن بعض السلوكيات العنيفة التي تصدر عن رجال الأعمال أو غيرهم قد تعود إلى تراكمات الطفولة وتجاربها الصعبة، موضحًا أن هذه الخلفيات النفسية تؤثر بشكل كبير على طبيعة الشخصية في المستقبل.
وأوضح هندي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "خلاصة الكلام" على قناة "النهار"، أن الثقافة المجتمعية في البيئة العربية تركز على اختيار الشريك بناءً على المظهر، الوظيفة، والمركز المالي والاجتماعي، دون إيلاء اهتمام كافٍ بالشخصية أو البنية النفسية للفرد، مما ينعكس لاحقًا على العلاقة الزوجية.
وأشار إلى قصة أحد أصدقائه، الذي بدأ حياته ببيع الخردة ودفع عربة بسيطة قبل أن يصبح من كبار رجال الأعمال.
ورغم نجاحه الكبير، فإن تجارب طفولته القاسية، بما في ذلك التعنيف اللفظي والجسدي، تركت أثرًا داخليًا واضحًا، ما جعله يحمل "عقدة الطفولة".
وأكد هندي أن الرجل الذي يمارس العنف ضد زوجته غالبًا ما يكون قد تعرض للعنف أثناء طفولته، ما يجعل هذا السلوك متجذرًا لديه كوسيلة تعبير أو تفريغ للضغوط.
وشدد على أهمية التوعية بأثر التجارب النفسية المبكرة على سلوكيات الأفراد في حياتهم المستقبلية.
استشاري: العنف الأسري قد يكون نتيجة ضغوط نفسية وتراكمات عاطفية
أعلنت الدكتورة سماح عبد الفتاح، استشاري العلاقات الأسرية، بأن الرجل الذي يمارس العنف ضد زوجته غالبًا ما يكون ضحية ضغوط نفسية أو تجارب سابقة من التعنيف، مشيرة إلى أن العنف ليس بالضرورة جسديًا فقط، بل يمكن أن يكون لفظيًا أو نفسيًا.
أوضحت عبد الفتاح، أن بعض الرجال تعرضوا لتعنيف غير مباشر في طفولتهم، مما ينعكس لاحقًا على سلوكياتهم في العلاقات الزوجية.
وأضافت أن الضغوط المتراكمة التي يتحملها الرجال دون التعبير عنها أو تفريغها قد تسهم في تحولهم إلى شركاء عنيفين.
وأشارت إلى أن هناك فروقًا بين الرجال والنساء في كيفية التعامل مع الضغوط؛ فالنساء غالبًا ما يفرغن شحناتهن العاطفية من خلال البكاء، الفضفضة، أو حتى كتابة منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يميل الرجال إلى كتمان مشاعرهم، ما يزيد من حدة التوتر ويؤدي أحيانًا إلى تفجر العنف.
وأكدت عبد الفتاح أهمية التوعية بأشكال العنف المختلفة وضرورة توفير الدعم النفسي للطرفين لتخفيف الضغوط وتحقيق توازن في العلاقات الأسرية.