في ساعةمتأخرة من يوم الجمعة، وبينما كانت الطرقات تشهد حركة عادية في مركز دار السلام بمحافظة سوهاج، انقلبت الأمور رأسًا على عقب بعد أن تسببت لحظة فقدان السيطرة في كارثة هزّت القرية الصغيرة "البلابيش قبلي".
اللحظة التي تغير فيها كل شيء
كانت سيارة الميكروباص تقل أفرادًا من عائلة واحدة، بعضهم يتبادل الحديث، والبعض الآخر يتأمل الطريق، فجأة، انحرفت عجلة القيادة عن مسارها الصحيح، لتنقلب السيارة في الترعة الفاروقية، وفي لحظات، عمّ الصراخ وغطت المياه على كل صوت.
قلوب توقفت وأخرى تُصارع الحياة
بين الأمواج الهادرة، فقدت الأسرة خمسة من أبنائها. كان الموت أسرع مما تخيلوا، ليأخذ:" عبير سليمان محمد وزيري 48 عامًا، الأم التي لم تفارق الابتسامة وجهها يومًا- زياد أحمد سليمان 8 أعوام، الطفل الذي أحب الحياة ببراءة الطفولة".
“أحمد سليمان محمد وزيري 38 عامًا، الأب الذي كان يحلم بمستقبل أفضل لأبنائه، محمد سليمان محمد وزيري 5 أعوام، الطفل الأصغر الذي ملأ البيت ضحكًا- إسلام عفيفي سليمان 27 عامًا، الشاب الذي كان يحمل طموحات كبيرة لعائلته".
نجاة مؤلمة
في الجهة الأخرى، كان هناك من قاوم الموت ونجا بجراحه:" ياسر خلف عبد الله 45 عامًا يعاني من كسر مضاعف في الذراع- عفيفي سليمان محمد 54 عامًا، بالكاد يتحدث بسبب إصاباته- محمد أحمد تغيان 54 عامًا- وهدى أحمد تغيان 40 عامًا"، يحملان على جسديهما آثار الحادث المروّع.
“مشهد إنساني”
على ضفاف الترعة، وقف الأهالي في صمت مطبق، يشاهدون رجال الإنقاذ ينتشلون الضحايا، بينما تصدح أصوات سيارات الإسعاف في الخلفية، كان الجميع يتسابقون للمساعدة، لكن الألم كان أكبر من أن يُحتوى.
تفاصيل الواقعة
تعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة دار السلام بالحادث، سارعت قوات الإنقاذ وسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث.
تم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى دار السلام المركزي، بينما تلقى المصابون الإسعافات الأولية في مستشفى سوهاج الجامعي.
حرر المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيقات لتحديد ملابسات الحادث، الذي أودى بحياة أسرة كاملة تقريبًا، تاركًا وراءه ذكريات أليمة وأحلامًا لم تكتمل.