EN
قال الشيخ الدكتور صلاح البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الصلاة هي علامة الإيمان وعصمة الدين فرضها الله على العباد المحافظة والمداومة عليها في أوقاتها فقال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).
عصمة الدين
وأوضح “ البدير” خلال خطبة الجمعة الأولى في جمادي الآخر اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أن من يحافظ عليها يعظم أمرها ويعرف قدرها ويرجو أجرها، منوهًا بأن تكرار الأمر بإقامة الصلاة في القرآن دلالة على عظم شأنها وعلو منزلتها، قال تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) .
واستشهد بقوله تعالى: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ مَا لَمْ يَحْضُر الْعَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَر الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَا لَمْ يطلع قرنُ الشَّمْس).
ونبه إلى الترهيب الشديد والتخويف البالغ والتهديد الزاجر والوعيد لمن تعمد إخراج الصلاة المكتوبة عن وقتها المقدر قال تعالى (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُون).
المقصود من الآية
وبين أن المقصود من الآية هو إضاعة الوقت بلهو حتى يضيع الوقت, فيما توجه لتارك الصلاة بالقول قبل الموت بالعودة إلى صلاته وأن عليه الاعتبار بمن رحل من القرناء وطوى الموت الأحبة.
وشدد على ضرورة تعاهد الأهل والأولاد وتذكريهم وإرشادهم والأمر بأداء الفرائض عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدِّه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (مُرُوا أولادكمِ بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنينَ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عَشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المَضاجِعِ).
ودعا إلى الإكثار من صلاة النوافل تقربًا لله وجبرًا لما نقص, منوهًا بأن من فاتته صلاة مفروضة أو نام عنها وجب قضاؤها متى ذكرها ففي الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ) .
من نقص من صلاته
وأشار إلى أن من نقص من صلاته زيد عليها من النوافل والتطوع حتى تتم، عن أبي هريرة قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول ما يحاسب به العبد المسلم يوم القيامة، الصلاة المكتوبة، فإن أتمها، وإلا قيل: انظروا هل له من تطوع فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه، ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك ".
وأفاد بأنه ينبغي على المسلم أن يتنبه أن يلهيه المال والولد كما لا تنسيه تجارته وبيعه ولا يشغله السوق عن أداء الصلاة في مواقيتها عن ابن مسعود أنه رأى قومًا من أهل السوق، حيث نودي بالصلاة، تركوا بياعاتهم ونهضوا إلى الصلاة.
وأردف : فقال عبد الله : هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه : ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط).
ونبه إلى أن مراعاة أوقات الصلاة تبعد صاحبها عن مباشرة القاذورات وتعاطي المحرمات والشبهات، وتجافي عن أفعال الخائنين للأمانات، موصيًا المسلمين بتقوى الله تعالى فهي ركن الاستقامة وحصن السلامة والحرز الحريز من موجبات الندامة قال جل من قائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
