أكد وزير الدفاع السوري، علي محمود عباس، أن انسحاب الجيش السوري من مدينة حماة، التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة المتحالفة معها، هو إجراء تكتيكي مؤقت بهدف حماية المدنيين.
وأضاف في بيان متلفز، أمس الخميس أن القوات السورية ما زالت في محيط المدينة وعلى أهبة الاستعداد لاستعادة السيطرة.
"معركة شرسة مستمرة"
وأوضح وزير الدفاع، أن الجيش يخوض معركة شرسة، مشيراً إلى استخدام تكتيكات "الكر والفر" لمواجهة التنظيمات المسلحة.
وشدد على أن القوات المسلحة في وضع ميداني جيد وقادرة على تجاوز التحديات الميدانية مهما اشتدت.
كما حذر من حملات تضليل إعلامية تستهدف الجيش السوري، متحدثاً عن إمكانية نشر التنظيمات المسلحة لفيديوهات مفبركة بهدف إضعاف الروح المعنوية ونشر الفوضى.
سيطرة الفصائل المسلحة
كانت هيئة تحرير الشام قد أعلنت سيطرتها الكاملة على مدينة حماة بعد انسحاب القوات السورية إلى حمص.
وتعتبر حماة، رابع كبرى المدن السورية، منطقة استراتيجية حيوية لتأمين العاصمة دمشق الواقعة على بعد 220 كيلومتراً إلى الجنوب.
توسع العمليات باتجاه حمص
أفادت تقارير ميدانية بأن الفصائل المسلحة تقترب من مدينة حمص، إذ باتت على مسافة 48 كيلومتراً من مركز المحافظة، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأضاف المرصد أن أكثر من 200 آلية عسكرية انسحبت من ريف حماة الجنوبي باتجاه حمص، فيما سيطرت الفصائل على مدينة تلبيسة.
تداعيات إنسانية خطيرة
خلفت المعارك في حماة وإدلب وحلب أكثر من 704 قتلى خلال أسبوع، بينهم 110 مدنيين، وفق تقارير المرصد السوري.
كما تسببت في نزوح أكثر من 110 آلاف شخص في شمال سوريا، بحسب تصريحات نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، ديفيد كاردن.
دعوات للانشقاق
في تطور آخر، دعت الفصائل المسلحة جنود وضباط الجيش السوري في حماة إلى الانشقاق والاستسلام، متعهدة بضمان سلامتهم، كما توعدت الفصائل بتوسيع عملياتها نحو حمص ودرعا ودير الزور.
هذه التطورات تعكس تصعيداً جديداً في الأزمة السورية، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية وامتداد المعارك إلى مناطق جديدة.