في ذكرى ميلاد الكاتب الأسكتلندي توماس كارليل، الذي وُلد في 4 ديسمبر 1795م، نستعيد كلماته المضيئة عن النبي محمد، والتي خلدها في كتابه الشهير “الأبطال”، الذي ترجمه إلى العربية الكاتب محمد السباعي.
اعتبر كارليل النبي محمد نموذجًا للبطولة النبوية، وخصص له جزءًا من دراسته الأدبية والتاريخية التي تناولت أرقى النماذج الإنسانية.
في هذا الكتاب، قارن كارليل بين أبطال في مجالات متعددة مثل الأديان، والشعر، والفكر، والقيادة. اختار كارليل شخصيات بارزة مثل أودين المعبود الإسكندنافي، ودانتي وشكسبير كشاعرين، ومارتن لوثر وجون نوكس كقادة دينيين، وصمويل جونسون وجان جاك روسو كأدباء، وأخيرًا قادة سياسيين مثل كرومويل ونابليون.
كارليل يدحض الافتراءات عن النبي محمد
من خلال كتابه، دافع كارليل بقوة عن النبي محمد ضد الادعاءات الزائفة التي حاولت تشويه سيرته ودينه. وكتب قائلاً:
“لقد أصبح من العار على أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب وأن محمدًا مخادع مزور. آن لنا أن نحارب مثل هذه الأقوال السخيفة والمخجلة. فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنًا.”
محمد: قطعة من الحياة والطبيعة
أشاد كارليل بالنبي محمد باعتباره شخصية أصيلة تعكس الحياة والطبيعة في أبهى صورها، حيث قال:
“لسنا نعد محمدًا قط رجلاً كاذبًا متصنعًا يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغية أو يطمح إلى درجة ملك أو سلطان أو غير ذلك من الحقائر والصغائر. ما الرسالة التي أداها إلا حق صراح، وكانت كلمته صادقة صادرة من العالم المجهول. كلا، ما محمد بالكاذب ولا الملفق، وإنما هو قطعة من الحياة تفطر عنها قلب الطبيعة، فإذا هي شهاب قد أضاء العالم أجمع.”
كارليل وإرث الدفاع عن الإسلام
توماس كارليل لم يكن مجرد كاتب أو ناقد، بل كان صوتًا مدافعًا عن الحقائق التي طُمست بفعل التعصب. آمن بأن الإسلام ونبيه يمثلان جزءًا من الحضارة الإنسانية، ودعا للتخلي عن الأحكام الجائرة، قائلاً إن النبي محمد هو “فضل من الله أضاء به العالم”.