أكد محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، أن المحافظة تمتلك المقومات التي تؤهلها لتكون مستقبل مصر في قطاع الزراعة، حيث تبلغ مساحتها 44% من إجمالي مساحة مصر، لافتًا إلى الاتفاق مع إحدى الشركات العالمية لإعداد خريطة زراعية للمحافظة، بالتنسيق مع وزارتي الزراعة والري.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية التي ضمن فعاليات المعرض التجاري الدولي للأغذية والمشروبات "فوود أفريكا" في دورته التاسعة، وعقدت الجلسة تحت عنوان "مستقبل وفرص القطاع الغذائي والزراعي في مصر.. رؤية 2030".
شارك في الجلسة محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، وطارق الهوبي رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، وعبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، وأشرف الجزايرلي رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، ومحمود بازان رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية، ومحسن البلتاجي رئيس جمعية تنمية الصادرات البستانية "هيا"، وأدار الجلسة أشرف السيد نائب رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية.
وقال الزملوط إن المحافظة تمثل منطقة جذب للعديد من الصناعات، خاصة في ظل البنية التحتية المتوافرة حاليا بالمحافظة، مؤكدًا استعداد المحافظة لتقديم كل التيسيرات المطلوبة للمستثمرين الجادين للاستثمار في كافة القطاعات وبصفة خاصة في المشروعات الصناعية الزراعية.
ولفت الزملوط إلى إبداء شركة صينية رغبتها في الحصول على أراضي بالمحافظة لإقامة مشروعات صناعية زراعية، فضلا عن حرص المحافظة على التوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، حيث يجري حاليًا تنفيذ مبادرة بالتعاون مع وزارة الكهرباء والبنك المركزي لتحفيز الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية بمحافظة الوادي الجديد.
من جانبه، أوضح محافظ بني سويف أن المحافظة تضم العديد من المحاور اللوجستية وهو الأمر الذي يسهم في تنوع الأنشطة الاقتصادية بالمحافظة، لافتًا إلى إعداد استراتيجية تنمية اقتصادية للمحافظة في عام 2020، ترتكز على العديد من المحاور منها النقل والتجارة واللوجستيات والزراعة والصناعة حيث تضم المحافظة 8 مناطق صناعية.
ونوه بأن قطاع الزراعة يأتي على رأس أولويات خطة عمل المحافظة خاصة وأنها تستوعب حوالى 500 ألف عامل من أبناء المحافظة، مشيرًا إلى إعداد دراسة جدوى بالتعاون مع اليونيدو لإنشاء منطقة صناعية زراعية بالمحافظة.
وأشار إلى أن النباتات الطبية والعطرية تمثل أحد أهم الأنشطة التي تتميز بها المحافظة، حيث تستحوذ بني سويف على 60% من إجمالي صادرات مصر من هذه النباتات، مشيرًا في هذا الإطار إلى انه تم الاتفاق مع وزارة الزراعة لإنشاء أول معمل لمتبقيات المبيدات بالمحافظة لزيادة القيمة المضافة لمنتجات النباتات الطبية والعطرية المنتجة بالمحافظة.
وأضاف أنه تم تخصيص 110 أفدنة لإنشاء أول ميناء جاف بمنطقة شمال الصعيد، فضلا عن الإعلان قريبًا عن إنشاء أول مصنع في شمال الصعيد لتجفيف الطماطم، بالإضافة إلى أنه جار إنشاء مركز خدمي للمزارعين بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبتنسيق كامل مع وزارة التنمية المحلية، سيضم محطات للعصر والتقطير والتجفيف.
وفي السياق، أشار رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية إلى أن المجلس ينفذ استراتيجية طموحة لزيادة معدلات تصدير قطاع الصناعات الغذائية، ترتكز على 3 محاور أساسية تشمل دعم وتطوير الشركات المصدرة من خلال زيادة قاعدة المصدرين وتطوير قدرات الشركات المصدرة، والنهوض بالمنتج المصري لمواكبة متطلبات الأسواق الخارجية، فضلا عن فتح المزيد من الأسواق الخارجية أمام المنتج الغذائي المصري، مطالبًا في هذا الصدد بتعظيم الاستفادة من المكاتب التجارية بالخارج خاصة فيما يتعلق بتنظيم البعثات التجارية التي يقوم بها المجلس والترويج للمنتجات المصرية.
وأشار المهندس أشرف الجزايرلي رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات إلى أهمية الدور الفاعل الذي تقوم به الهيئة القومية لسلامة الغذاء في دعم ومساندة قطاع الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية، حيث أسهمت في إحداث تحول إيجابي لعدد كبير من المصانع والتي قامت بتوفيق أوضاعها وفقا لمتطلبات سلامة الغذاء ومن ثم التوافق مع المعايير العالمية، وهو الأمر الذي أسهم في زيادة معدلات تصدير الغذاء المصري للأسواق الخارجية.
وطالب بضرورة التوسع في إنشاء مناطق صناعية زراعية وبصفة خاصة في محافظات الصعيد، والتي تتوافر بها العديد من المحاصيل الزراعية التي يمكن تصنيعها وزيادة القيمة المضافة لها.
من جانبه،أكد عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية أهمية وضع سياسة زراعية تعتمد على تعظيم الاستفادة من كافة المقومات التي تمتلكها مصر، وذلك كخطوة أساسية للنهوض بهذا القطاع الحيوي، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالمدارس والكليات الزراعية لتخريج شباب مؤهلين لتلبية احتياجات سوق العمل بالقطاع الزراعي.
ولفت إلى أن مصر تمتلك فرصًا واعدة في مجال النباتات الطبية والعطرية، الأمر الذي يتطلب وضع رؤية شاملة لتعظيم الاستفادة من هذه النباتات والتي تمثل الحصان الأسود لمضاعفة الصادرات الزراعية المصرية.
كما تحدث الدكتور طارق الهوبي رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء حول الدور التوعوي للهيئة لدعم ومساندة قطاع الغذاء في مصر، مؤكدًا أنه لا يمكننا إقامة صناعة وزراعة قوية إلا من خلال التزام المنتج والمزارع بتطبيق التشريعات واللوائح الفنية والتوافق مع المعايير الدولية.
وأشار إلى أن الهيئة نجحت في الفترة الأخيرة في جذب جزء كبير من الصناعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر للالتزام بمتطلبات سلامة الغذاء، وهو الأمر الذي انعكس إيجابيًا على زيادة معدلات صادرات الغذاء المصري.
وأوضح المهندس محسن البلتاجي رئيس جمعية تنمية وتطوير الحاصلات البستانية "هيا" إلى أن الجمعية منذ إنشائها في عام 1996 وهي تسعى لنقل التكنولوجيات الحديثة للمزارعين المصريين، بهدف الارتقاء بنظم الزراعة ومواكبتها للتوجهات العالمية، لافتًا إلى أهمية تحقيق مزيد من التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص، خاصة في ظل التحديات التي يشهدها العالم حاليًا ومنها تغير المناخ وندرة المياه.
وفي هذا الصدد.. أشار البلتاجي إلى أن الجمعية تنفذ حاليًا مشروعًا بالتعاون مع الجانب الألماني لتحقيق الاستخدام الأمثل للمياه في الأراضي الزراعية.
حضر الجلسة النقاشية عدد كبير من رجال الصناعة والخبراء والمتخصصين في مجال الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية.