قال الدكتور حسين إسماعيل، الخبير في الشؤون الآسيوية، أن التطورات الأخيرة في البلاد كانت صادمة للعالم، خاصة في ظل التوترات السياسية الداخلية والاحتكاكات المستمرة مع كوريا الشمالية،
كما أن كوريا الجنوبية التي تشهد تطورات جيوسياسية معقدة على مستوى المنطقة، تعيش حالياً مرحلة مفصلية قد تؤثر على استقرارها السياسي، وأن الرئيس الكوري الجنوبي يواجه صعوبة في تحقيق أغلبية في البرلمان، ما يعرقل تنفيذ الكثير من قراراته السياسية، كما أن كوريا الجنوبية التي لديها تاريخ طويل من الحكم العسكري، تحولت إلى نظام برلماني وانتخابي في العقود الأخيرة، ولكنها لا تزال تشهد صراعات داخلية بين الأحزاب ورؤاها المختلفة حول السياسات الداخلية والخارجية.
وأضاف إسماعيل، خلال مداخلة هاتفية، لـ «برنامج مصر جديدة»، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة etc، أن الوضع الإقليمي المحيط بكوريا الجنوبية، بما في ذلك التحالفات بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة من جهة، وكوريا الشمالية وروسيا والصين من جهة أخرى، يزيد من تعقيد الوضع الداخلي، كما أن الرئيس الكوري الجنوبي قد اتخذ قرارات شديدة في الآونة الأخيرة، وهو ما يثير التساؤلات حول مستقبل الحكم في البلاد.
أوضح إسماعيل، أن البرلمان الكوري الجنوبي قد يرفض التصديق على القرارات التي اتخذها الرئيس، مما يدفعه إلى إما قبول الرفض أو الدعوة إلى انتخابات برلمانية جديدة، كما أن الحزب المعارض (الحزب الديمقراطي) يملك أغلبية في الشارع الكوري الجنوبي، ما قد يزيد من حدة التوترات الداخلية، كما لا يحدث انقلاب على النظام السياسي فهو امر مستبعد تمامًا، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي لا ترغب في حدوث اضطراب سياسي حاد في كوريا الجنوبية.
واختتم إسماعيل، أن كوريا الشمالية قد تحاول استغلال الوضع في كوريا الجنوبية، خاصة في ظل التحفيزات التي أطلقها الرئيس الكوري الشمالي مؤخراً لقواته استعداداً لأي مواجهة.
كما أن حدة التصعيد في المنطقة ستكون محدودة بسبب المواقف الدولية، خصوصاً من الولايات المتحدة واليابان والصين، التي لا تريد أن يؤدي أي اضطراب في كوريا الجنوبية إلى تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة، كما إن الأحداث في كوريا الجنوبية ستظل تحت المراقبة الدقيقة من قبل القوى الدولية، وخاصة الولايات المتحدة، التي تعد العامل الرئيسي في توجيه السياسة الإقليمية في شبه الجزيرة الكورية.