أكد الدكتور أيمن الحجار، الباحث بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الإسلام قد أكرم المرأة وأعطاها مكانة عظيمة في مختلف مراحل حياتها، مؤكدا أن بعض المشككين في السُنَّة النبوية يحاولون ترويج بعض الأحاديث الضعيفة أو المكذوبة التي تشوه صورة المرأة وتقلل من دورها في المجتمع، مثل الحديث الموضوع الذي يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنزلوهن الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، وعلموهن المغزل".
وقال الباحث بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال تصريح اليوم الاثنين: "هذا الحديث يزعم أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، هو حديث موضوع، وقد حكم عليه عدد من العلماء بالضعف والكذب. فقد أخرجه الإمام البيهقي والإمام الحاكم، وفيه راوٍ ضعيف قد حكم عليه العلماء بالكذب، وبالتالي لا يصح الاستدلال به على أي حال من الأحوال".
وأضاف: "البعض يسعى إلى نشر هذه الروايات لخلق موقف سلبي ضد السُنَّة النبوية، ولإيهام الناس بأن الإسلام ينقص من حقوق المرأة، وهو أمر غير صحيح تمامًا."
ثم تحدث عن موقف السيدة عائشة رضي الله عنها، التي كانت تعلم النساء، وقال: "السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تُعلم النساء الدين، وكان النساء في عصر الصحابة يتعلمون ويشاركون في تعليم القرآن وتفسيره، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُخصص لهن يوما لتعليمهن أمور الدين، كما كان يعلمه لرجاله."
وأوضح: "الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد أن التعلم من القرآن ليس مقتصرًا على الرجال فقط، بل يشمل النساء أيضًا، وهذا يتضح من قوله تعالى: 'اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ'، وهو أول أمر إلهي، ولم يقل أحد من العلماء أن هذا الأمر خاص بالرجال فقط، بل يشمل النساء أيضًا، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصص لهن يوما خاصًا للتعليم، لا يعني ذلك منعهن من التعلم في باقي الأيام."
وأكد على أن الإسلام لم يُفرق بين الرجل والمرأة في حق التعلم، وأن هناك الكثير من النصوص التي تبرز دور النساء في العلم والتوجيه في عصر الصحابة، مشيرا إلى أنه من خلال مواقف عديدة، كانت النساء في عهد الصحابة الكرام يشاركن بفعالية في تعليم وتوجيه المجتمع.
وختم: "من خلال هذه الحقائق، يتضح أن الإسلام أعطى المرأة مكانتها في التعليم والعمل، وحث على رفع مكانتها في كل مجالات الحياة، وما تروج له بعض التيارات المتشددة من تفسيرات خاطئة، هو محاولة لتشويه هذه الصورة النبيلة التي كفلها الإسلام للمرأة".