لعب فاروق حسني، وزير الثقافة المصري الأسبق، دورًا بارزًا في العديد من المشروعات الثقافية والتنموية التي ساهمت في تطوير المشهد الحضري والثقافي لمصر، من بين هذه المشروعات كان نفق الأزهر، الذي يُعد من أبرز مشروعات البنية التحتية في القاهرة خلال تسعينيات القرن العشرين، وهو المشروع الذي طرح فاروق حسني، مؤخرًا عنه فيلم تسجيلي بعنوان «نفق الأزهر»، ضمت سلسلة حلقات «سنوات الفن والثقافة»، كشف خلاله ذكرياته حول رؤيته لتطوير منطقة الأزهر، من خلال طرحه فكرة إنشاء «نفق الأزهر»، التي كانت مختلفة وغير مسبوقة في ذلك الوقت .
ويستعرض الفنان أهمية الفكرة وكواليس الموافقة عليها وتنفيذها، مسلطًا الضوء على جهوده لدعم رؤيته في الحفاظ على الآثار الإسلامية، ترميمها، وإعادة تقديمها بالشكل الذي تستحقه هذه المنطقة. يأتي ذلك ضمن إنجازاته خلال فترة توليه منصب وزير الثقافة والآثار.
الخلفية التاريخية
شهدت القاهرة خلال العقود الماضية نموًا سكانيًا وتوسعًا حضريًا سريعًا، مما أدى إلى زيادة التكدس المروري في العديد من المناطق، خاصةً تلك المحيطة بالمعالم التاريخية مثل منطقة الأزهر، وكان من الضروري إيجاد حلول لتحسين البنية التحتية دون المساس بالمواقع الأثرية، هنا ظهر دور نفق الأزهر كحل عملي لتخفيف الاختناق المروري مع الحفاظ على الطابع التاريخي للمنطقة.
دور فاروق حسني
بصفته وزير الثقافة آنذاك، تولى فاروق حسني مسؤولية حماية المواقع الأثرية والتاريخية في مصر، وفي إطار مشروع إنشاء نفق الأزهر، كان دوره حاسمًا في ضمان أن يتم التنفيذ بطريقة لا تؤثر على الإرث الثقافي والتاريخي لمنطقة الأزهر، التي تضم مسجد الأزهر ومسجد الحسين وشارع المعز.
الحفاظ على التراث
عمل فاروق حسني بالتنسيق مع الجهات المعنية، مثل وزارة الإسكان ومحافظة القاهرة، لضمان أن يتم تصميم النفق وتنفيذه بطريقة تحمي الآثار الموجودة فوق الأرض، وقد تم اتخاذ العديد من الإجراءات التقنية لضمان سلامة المباني التاريخية أثناء عمليات الحفر والبناء.
التنسيق مع المنظمات الدولية
لعب فاروق حسني دورًا في الاستعانة بخبرات دولية لضمان أن يتم تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير، وقد كانت هناك شراكات مع خبراء في مجال التراث والهندسة لضمان التوازن بين التنمية والحفاظ على التاريخ.
التطوير الحضري والثقافي
كان فاروق حسني يرى أن مشروع نفق الأزهر لا يجب أن يكون مجرد مشروع مروري، بل جزءًا من رؤية أوسع لتحسين المشهد الحضري في القاهرة، وقد شمل المشروع تطوير المنطقة المحيطة بالنفق، بما في ذلك تحسين الإضاءة وترميم المباني التاريخية.
الأثر الإيجابي للمشروع
وكان لمشروع نفق الأزهر، العديد من الإيجابيات، من بينها «تخفيف الزحام» لأنه أدى إلى تقليل الزحام في منطقة الأزهر، مما سهل الوصول إلى المعالم التاريخية والسياحية، و«الحفاظ على التراث»، بفضل التنسيق الذي قاده فاروق حسني، تم تنفيذ المشروع دون أن تتضرر المباني الأثرية، مما يُعد إنجازًا كبيرًا في منطقة حساسة تاريخيًا، و«تعزيز السياحة»، ساهم المشروع في تعزيز جاذبية المنطقة للسياح، حيث أصبح الوصول إليها أكثر سهولة وتنظيماً.
ويُعتبر فاروق حسني أحد أبرز الشخصيات التي تركت بصمة في مجال الثقافة والتنمية في مصر، وقد جسّد دوره في مشروع نفق الأزهر رؤية متوازنة تجمع بين التنمية الحديثة والحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية، ويعد هذا المشروع مثالًا ناجحًا على التعاون بين مختلف الجهات لتحقيق التنمية المستدامة مع الحفاظ على الآثار المصرية.