يواصل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، اختيار إدارته قبل حلول موعد تنصيبه رسميًّا رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير المقبل، إذ أحال منصب الشؤون العربية والشرق الأوسط إلى اللبناني الأصل مسعد بولس .
من هو مسعد بولس
مسعد بولس هو أمريكي من أصل لبناني، محام مناصر للحزب الجمهوري، اختاره الرئيس الأمريكي المنتخب ترام مستشارا لشؤون الشرق الأوسط، هو والد مايكل زوج تيفاني، ابنة ترامب، وكان له دور فعال في بناء تحالفات جديدة هائلة مع المجتمع العربي الأمريكي.
عائلة مسعد بولس مسيحية مارونية، تنحدر من أقصى شمال لبنان، ولها تاريخ عريق، ويعد بولس من مواليد لبنان، لكنه انتقل إلى مدينة تكساس الأمريكية، قبل وقت قصير من التحاقه بجامعة هيوستن، ليحصل على درجة الدكتوراه في القانون.
بعد تخرجه، انضم بولس إلى شركة عائلته المكونة من ثلاثة أجيال، وأصبح المدير الإداري والرئيس التنفيذي لمجموعة SCOA Nigeria، المتخصصة في تجميع وتوزيع المركبات والمعدات.
رجل الأعمال اللبناني الأصل مسعد بولس عمل مبعوثًا رئيسًا لحملة ترامب، وساعد في تعبئة الناخبين العرب الأمريكيين والمسلمين، الذين كان كثير منهم ساخطين على سياسة البيت الأبيض بشأن الحرب المستعرة في غزة.
صحيفة «ذا إيكونوموست» وصفت قطب الأعمال اللبناني الأمريكي مسعد بولس، بأنه صديق غير متوقع لدونالد ترامب، وأنه رجل ذو قامة متوسطة وشعر أسود رمادي ونظارات مربعة وابتسامة دافئة وودودة، يتميز بسلوكه الهادئ وتواضعه، وهي صفات لا ترتبط دائمًا بشخص يشرف على تكتل بمليار دولار.
شارك مسعد بولس بنشاط في السياسة الجمهورية عندما كان طالبًا، ويتحدث العربية والإنجليزية والفرنسية، وانضم مؤخرًا إلى عائلة ترامب عندما تزوج ابنه من ابنة الرئيس السابق الصغرى، وكان قد انضم إلى الحزب الجمهوري قبل فترة طويلة من لقاء ابنه بتيفاني.
علاقات بولس بلبنان
يتمتع بولس بخلفية سياسية في لبنان، إذ ترشح من دون جدوى لمقعد برلماني في لبنان عام 2009م، ويصف نفسه بأنه «صديق» لسليمان فرنجية، وهو سياسي متحالف مع حزب الله.
كان بولس مؤيدًا لترامب من بعيد منذ حملته الأولى، وأصبح أكثر انخراطًا على نحو مباشر بعد لقائه بـ ترامب في حفل عيد ميلاد في البيت الأبيض عام 2019، وفي ذلك الوقت، كان مايكل بولس يواعد تيفاني ترامب، وساعد بولس في حملة عام 2020م، لكن دوره توسع على نحوٍ كبير منذ تزوج ابنه من تيفاني ترامب في عام 2022م.
تولى مسعد بولس التحدي المتمثل في محاولة إقناع مجتمع مؤثر سياسيًّا وغاضب من الرئيس جو بايدن بأن ترامب خيار أفضل، فاستخدم علاقاته الطويلة في محاولة لبناء الدعم لحملة ترامب الانتخابية.
حرب الشرق الأوسط
وقال بولس في مقابلة مع قناة LBCI News اللبنانية: «من الواضح أن النقطة الأولى التي تحظى بأولوية عالية داخل المجتمع العربي الأمريكي هي الحرب الحالية في الشرق الأوسط، والسؤال هو من يستطيع تحقيق السلام ومن يجلب الحرب؟ وهم يعرفون الإجابة على هذا السؤال».
وأضاف خلال المقابلة أن «الوضع المأساوي في غزة هو بالتأكيد كان أولوية قصوى للناخبين العرب والمسلمين»، مشيرًا إلى أن ترامب «الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الحديث الذي لم يبدأ أي حروب».
ومن المرجح أن يلعب بولس دورًا في أي توجه لإدارة ترامب نحو إبرام اتفاق سلام في الشرق الأوسط، وهو ما أكده بولس في مقابلته مع قناة «الحرة» الأمريكية، حين قال إن ترامب سيسعى لتحقيق السلام بعد فوزه في الانتخابات.
وأبلغ وسائل إعلام، قبل أيام، أنه سيسافر إلى منطقة الشرق الأوسط «في أقرب وقت ممكن»، متوقعًا أن يكون المفاوض الأمريكي الرئيس لإنهاء الحرب.
مدافع قوي عن أمريكا ومصالحها
الرئيس ترامب عبر منصته «تروث سوشال»، قال عن اختيار بولس لهذا المنصب، إن «مسعد بولس هو صانع صفقات، ومؤيد قوي للسلام في الشرق الأوسط، قائد حقيقي ومدافع قوي عن أمريكا ومصالحها في العالم».
خلال المرحلة المقبلة سيتولى مسعد بولس مهمّة صعبة، في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة، وانتهاكات مبكرة لوقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وإحراز الفصائل المسلحة السورية المدعومة من تركيا، تقدمًا كبيرًا ضد نظام بشار الأسد وسيطرتهم على مساحات واسعة من الأراضي السورية.
كثيرًا ما وعد ترامب خلال حملته الانتخابية بوضع نهاية سريعة للحروب في غزة وأوكرانيا وأماكن أخرى، دون أن يحدد كيف سيفعل ذلك، ترى هل يتمكن مسعد بولس من تجنيب الشرق الأوسط مزيدًا من الحروب، أم سيكون شاهدًا على حرب إقليمية واسعة في ظل التوترات الحالية؟