في إطار الجهود الدبلوماسية المصرية لتعزيز الاستقرار الإقليمي، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة تهنئة إلى رئيس المجلس الأوروبي الجديد بمناسبة توليه المنصب، تطرقت الرسالة إلى العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، وأهمية تعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد الرئيس السيسي في رسالته على ضرورة تكاتف الجهود الدولية للتعامل مع الأزمات المتفاقمة، مثل الصراعات المسلحة، أزمة اللاجئين، وتصاعد التوترات الإقليمية التي تؤثر على الأمن والسلم العالميين، كما شدد على التزام مصر بدورها المحوري في تحقيق السلام ودعم مسارات التنمية في المنطقة.
وأعرب الرئيس عن أمله في أن يكون هناك تعاون وثيق بين مصر والمجلس الأوروبي خلال المرحلة المقبلة، خاصة في الملفات ذات الاهتمام المشترك، مثل مكافحة الإرهاب، تعزيز الحوار السياسي، والتصدي للتغيرات المناخية التي تؤثر على استقرار الدول.
من جانبه، أعرب رئيس المجلس الأوروبي الجديد عن تقديره للعلاقات التاريخية بين الاتحاد الأوروبي ومصر، مشيداً بالدور المصري في تحقيق التوازن الإقليمي، وأكد استعداده للعمل المشترك لتطوير الشراكة وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات الراهنة.
من جانبه،علّق الخبير الاقتصادي محي عبد السلام على التعاون الجديد بين مصر والمجلس الأوروبي، معتبرًا أنه خطوة إيجابية نحو تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين، وأوضح أن هذا التعاون يركز على دعم قضايا اقتصادية وتنموية مهمة تسهم في تحقيق الاستقرار المشترك.
وأضاف عيد السلام لـ صدى البلد، أن المجلس الأوروبي يسعى بشكل مستمر لدعم دول الجوار، خصوصًا في منطقة جنوب البحر المتوسط، لضمان استقرارها السياسي والاقتصادي، وأكد أن مصر تُعد شريكًا رئيسيًا في هذه الجهود، نظرًا لدورها الحيوي في المنطقة.
وأشار إلى أن هذا التعاون الجديد يهدف إلى معالجة تحديات مشتركة، مثل تعزيز النمو الاقتصادي، تحسين البنية التحتية، ودعم برامج التنمية المستدامة، كما يساهم في خلق بيئة مواتية لجذب الاستثمارات، وهو ما يعزز من فرص التنمية في مصر.
تأتي هذه الرسالة في وقت تشهد فيه المنطقة العديد من الأزمات، أبرزها القضية الفلسطينية، الأزمة الليبية، والتوترات في السودان، وتحرص مصر على تعزيز دورها كداعم للاستقرار من خلال التعاون مع شركائها الدوليين والإقليميين.
تشير هذه الخطوة إلى استمرار مصر في تبني سياسة الحوار والتعاون الدولي لحل الأزمات الإقليمية، مما يعزز مكانتها كشريك أساسي للاتحاد الأوروبي في تحقيق الاستقرار والأمن.
ويشهد التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي تطورًا مستمرًا، مستندًا إلى شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومع انتخاب رئيس جديد للمجلس الأوروبي، تتطلع مصر إلى مواصلة هذا التعاون بما يحقق المصالح المشتركة ويساهم في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية.
تعتبر مصر والاتحاد الأوروبي شريكين أساسيين في مواجهة التهديدات الأمنية، وخاصة الإرهاب والجماعات المتطرفة، ويعمل الطرفان على تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي لمنع تصاعد الأزمات التي تؤثر على استقرار المنطقة وأمن أوروبا.
تلعب مصر دورًا محوريًا في الحد من الهجرة غير الشرعية من خلال تأمين حدودها ومكافحة شبكات التهريب، ويقدم الاتحاد الأوروبي دعمًا تقنيًا وماديًا لمصر في هذا المجال، بهدف تقليل الضغوط على الدول الأوروبية ومساعدة المجتمعات المضيفة في مصر.
يمثل الاقتصاد أحد أركان التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي، يسعى الطرفان لتعزيز الاستثمار الأوروبي في البنية التحتية والطاقة، خاصة في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة، والتي تمثل أولوية لمصر في خططها التنموية.
في ضوء الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي، تتعاون مصر مع الاتحاد الأوروبي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وكان لمصر دور بارز في قمة المناخ الأخيرة (COP27) التي عقدت في شرم الشيخ، حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة مع الشركاء الأوروبيين.
يتفق الطرفان على أهمية التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية استنادًا إلى حل الدولتين، ويدعم الاتحاد الأوروبي الدور المصري في الوساطة لتحقيق تهدئة طويلة الأمد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
مع تولي قيادة جديدة للمجلس الأوروبي، يتوقع أن تفتح آفاق جديدة لتعزيز الشراكة المصرية-الأوروبية، خاصة في ظل الأزمات الراهنة مثل الحرب في غزة، النزاع في السودان، والتوترات في ليبيا، كما يمكن للطرفين العمل على مبادرات مشتركة لدعم الاستقرار الاقتصادي وتعزيز الحوار الثقافي بين شعوب ضفتي المتوسط.
يعد التعاون بين مصر والمجلس الأوروبي الجديد فرصة لتعزيز التكامل والتنسيق في قضايا ذات أولوية دولية، وتأتي الشراكة المصرية-الأوروبية كنموذج ناجح للتعاون بين الشمال والجنوب، مما يعكس التزام الجانبين ببناء مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا.