قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

رمزا للصحافة الوطنية.. كيف وقفت جريدة المؤيد في وجه الاحتلال البريطاني؟

جريدة المؤيد
جريدة المؤيد
×

في الأول من ديسمبر عام 1889، انطلقت جريدة “المؤيد”، لتصبح رمزًا للصحافة الوطنية في مصر، على الرغم من تأييدها للخديوي عباس حلمي الثاني، الذي وافق على تأسيسها نزولًا عند رغبة الزعيم مصطفى كامل. وقد عهد مصطفى كامل برئاسة تحرير الجريدة إلى الشيخ علي يوسف.

تميزت “المؤيد” بكونها أول من تناول قضية الجلاء عن مصر في وقت مبكر بعد الاحتلال البريطاني. كما كانت سباقة تقنيًا، إذ أدخلت أول ماكينات الطباعة من نوع “الروتاتيف”، متفوقة بذلك على كبريات الصحف كـ”الأهرام” و”المقطم” و”اللواء” التي كانت تطبع بماكينات مسطحة.

تمويل متقلب واستمرار بدعم الزعيم سعد زغلول

بدأت الجريدة بتمويل من الشيخ أحمد ماضي، صديق الشيخ علي يوسف. لكن الخلاف بينهما هدد استمرارها. وفي وقتٍ حرج، تدخل الزعيم سعد زغلول، الذي كان يعمل محاميًا حينها، وقدم دعمًا ماليًا مكّن الشيخ علي يوسف من مواصلة إصدار الجريدة.
 

تميزت “المؤيد” بجرأتها في كشف الحقائق. فقد نشرت برقيات سرية أرسلها قائد الجيش المصري إلى وزير الحربية حول تدهور أوضاع الجيش المصري في السودان، ومنها برقية شهيرة لقائد الجيش الإنجليزي كتشنر تكشف انتشار وباء قاتل بين الجنود. أثارت هذه البرقيات غضب السلطات البريطانية التي أمرت بالتحقيق مع الشيخ علي يوسف، لكنه رفض الإفصاح عن مصادره. ترافع عنه الزعيم محمد فريد، وانتهى الأمر ببراءة الشيخ والجريدة، بينما أدين موظف التلغراف الذي سرب البرقيات.

منبر للمفكرين والأدباء

أصبحت “المؤيد” مدرسة للصحافة والفكر، إذ نشرت مقالات لرموز كبرى مثل مصطفى كامل، عباس العقاد، قاسم أمين، سعد زغلول، وغيرهم. كما خصصت صفحاتها لجدل واسع حول كتاب “تحرير المرأة” لقاسم أمين، ما يعكس توجه الشيخ علي يوسف المستنير بشأن قضايا المرأة.
 

تحول في الاتجاهات السياسية

بينما بدأت “المؤيد” بدعم الخديوي عباس في مواجهة الاحتلال البريطاني، شهدت تحولًا سياسيًا مع تقارب الخديوي والإنجليز، خاصة بعد زيارة الشيخ علي يوسف إلى لندن عام 1904. عاد الشيخ مؤمنًا بضرورة مهادنة الإنجليز، ودعا المصريين إلى التركيز على الإصلاح الداخلي بدلًا من المطالبة بالجلاء.

بهذا، كانت “المؤيد” شاهدًا على تحولات كبرى في الصحافة والسياسة المصرية، ولم تقتصر على كونها وسيلة إعلامية، بل أصبحت جزءًا من تاريخ مصر الحديث.