شهدت محافظة سوهاج اليوم قصتين مروعتين تكشفان عن عمق الألم الذي يمكن أن يخلفه العنف داخل البيوت وخارجها، وأن المحرمات نهايتها كبدايتها، وأن خير الدنيا حسرة وشرها ندم.
في مركز المراغة، بدأت القصة الأولى ببلاغ من السيدة "صباح"، التي تعيش حياة بسيطة مع ابنتها "هاجر" البالغة من العمر 25 عامًا، التي اختفت فجأة دون أي أثر، وكانت الأم تتشبث بآخر خيط أمل لمعرفة مصير ابنتها.
بعد التحريات، تم الكشف عن علاقة عاطفية تجمع بين "هاجر" ورجل يدعى "محمد"، موظف يبلغ من العمر 40 عامًا.
اعترف "محمد" بعد استدعائه بأنه كان على علاقة بـ"هاجر" لمدة عام، لكنه شعر بالضغط بعد تهديدها بكشف علاقتهما إذا لم يتزوجها.
وفي يوم الجريمة، استدرجها إلى شقة خالية بحجة الحديث، ولكنه خان ثقتها وأقدم على قتلها بوحشية، متخلصًا من جثتها في دورة المياه.
تم العثور على الجثة لاحقًا، وكانت تحمل جرحين غائرين في الرأس والرقبة، ليُغلق ملف أحلام "هاجر" في زاوية مظلمة، بلا وداع ولا تفسير.
أب ينهي حياة نجلته
أما القصة الثانية فجاءت من مركز دار السلام، حيث أقدم أب على إنهاء حياة ابنته في لحظة مأساوية تقطر بالألم. كانت "ميرفت"، ذات الـ27 عامًا، تعاني من مرض نفسي وتعيش تحت سقف منزل والدها المسن، الذي بلغ عمره 71 عامًا.
وفي صباح يومٍ مشؤوم، اشتعلت لحظة من الغضب والهياج بين الأب وابنته، لتتحول إلى مأساة، ادعى الأب أن "ميرفت" حاولت الاعتداء عليه بآلة حادة، وأنه في محاولة للدفاع عن نفسه انتزعها منها، لكنه لم يكتفِ بذلك.
وتوجه طعنات قاتلة إلى رقبتها وبطنها، لتفارق الحياة في الحال، جثتها وُجدت مستلقية على ظهرها في الطابق الأول من المنزل، فيما اعترف الأب بجرمه وسلم الآلة الحادة المستخدمة للشرطة.
جرائم اليوم في سوهاج تعكس مدى الانهيار الذي يمكن أن تصل إليه العلاقات الإنسانية، وكيف يتحول الحب أو الحماية إلى سلاح قاتل، ضاعت "هاجر" بسبب خيانة رجل وثقت به.
وفقدت "ميرفت" حياتها على يد من كان يُفترض أن يكون سندًا لها، قلوب تحطمت، وذكريات أُطفئت، وألم لا يمكن نسيانه في قريتين شهدتا الكارثة.