يُعرف الكاتب الأيرلندي جوناثان سويفت بكونه أحد أبرز أدباء عصره، وأحد الرموز الثقافية العالمية.
اشتهر بكتابه العظيم “رحلات جيلفر” الذي يعد من روائع الأدب العالمي، ويمثل مزيجًا من الخيال، والنقد الاجتماعي، والفلسفة.
نشأة مبكرة ومسيرة تعليمية مميزة
ولد جوناثان سويفت في 30 نوفمبر 1667 بمدينة دبلن في أيرلندا.
كان والده، الذي يحمل الاسم نفسه، قد توفي قبل ولادته، ما جعل طفولته مليئة بالتحديات.
هاجر سويفت إلى إنجلترا للعمل كناسخ لدى السياسي ويليام تيمبل، الذي سرعان ما أصبح معلمه ومُرشده.
بفضل دعم تيمبل، أكمل سويفت دراسته وحصل على درجة الماجستير في عام 1692 من جامعة هارت هول بأكسفورد.
البداية الأدبية والعمل الكنسي
بدأ سويفت مسيرته الأدبية بكتابة الشعر، لكنه سرعان ما انتقل إلى كتابة الكتيبات والنصوص السردية.
في عام 1694، نشر عمله الأول “A Tale of a Tub” الذي لاقى اهتمامًا واسعًا رغم رفضه من الكنيسة.
في نفس العام، عاد إلى أيرلندا ليعمل في الكنيسة، حيث عُين شمّاسًا من قبل أسقف كيلدر.
لاحقًا، حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت من جامعة الثالوث في دبلن عام 1702، ما عزز مكانته في المجالين الديني والثقافي.
شهرة أدبية عالمية
في عام 1713، تم تعيين سويفت عميدًا لكاتدرائية القديس باتريك في دبلن، حيث بدأ العمل على أشهر أعماله “رحلات جيلفر”.
يروي الكتاب في أربعة أجزاء مغامرات ليمول جوليفر، الذي يبدأ رحلته كطبيب جراح ثم يصبح قائدًا لسفن تجوب أماكن خيالية.
نُشر الكتاب عام 1726، وحقق نجاحًا ساحقًا، ليصبح علامة بارزة في الأدب الساخر والنقد الاجتماعي.
نهاية مؤلمة لشخصية استثنائية
في سنواته الأخيرة، تعرض سويفت لسكتة دماغية في عام 1742 أفقدته النطق وأثرت على حالته العقلية، ما اضطر الآخرين إلى تولي مسئولية رعايته.
ظل على هذه الحالة حتى وفاته في عام 1745، ودُفن في كاتدرائية القديس باتريك، حيث لا يزال يُذكر كرمز أدبي وإنساني خلدته أعماله.