EN
كشف علماء الدين عن حكم الاكتفاء بالاغتسال عن الوضوء في حالات مختلفة، مؤكدين أنه يجوز ذلك إذا كان الغسل بنية رفع الحدث الأكبر، مثل الجنابة أو الحيض أو النفاس بالنسبة للنساء.
وأوضحوا أن رفع الحدث الأكبر يشمل رفع الحدث الأصغر تلقائيًا.
أما إذا كان الغسل لأغراض أخرى، مثل النظافة الشخصية أو الاغتسال ليوم الجمعة، فلا يُغني عن الوضوء إلا إذا نوى المسلم أثناء الغسل رفع الحدث الأصغر.
غسل يوم الجمعة يُعد من السنن المؤكدة التي أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فقت ثبت في الحديث الشريف عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال: «الغُسلُ يومَ الجُمُعةِ واجبٌ على كلِّ محتلمٍ، وأن يَستنَّ، وأنْ يمسَّ طِيبًا إنْ وَجَد». ويُستحب للمسلم في هذا اليوم أن يتزين ويستخدم السواك ويرتدي أفضل ملابسه استعدادًا لصلاة الجمعة.
فضائل غسل الجمعة في الأحاديث النبوية
تناولت الأحاديث النبوية فضل غسل يوم الجمعة، ومن أبرزها الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال:
«مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».
هذا الحديث يؤكد على أهمية المبادرة للغسل والاستعداد المبكر ليوم الجمعة، حيث تتفاوت درجات الأجر بحسب وقت الحضور إلى المسجد.
متى يكون الغسل شرطًا للصلاة؟
أوضح العلماء أن غسل يوم الجمعة يُستحب ولا يُشترط للصلاة، لكنه يزيد من ثواب المسلم ويُظهر اهتمامه بجمال المظهر والطهارة في هذا اليوم المبارك. وبالنسبة للغسل الواجب، كغسل الجنابة، فهو شرط أساسي لصحة الصلاة ولا يمكن الاستغناء عنه.
بهذا، يُعتبر الغسل في الإسلام عبادة تجمع بين الطهارة الظاهرة والباطنة، ويُظهر اهتمام الشريعة بتفاصيل حياة المسلم، لتُقدم صورة متكاملة عن النظافة والالتزام بالطاعات.
