تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة عبر منصة إكس، مقطع فيديو في الأيام القليلة الماضية يزعم أنه يصور سحابة سقطت على الأرض وبقيت سليمة وكأنها قطعة حلوى.
أثار هذا الادعاء تفاعلا كبيرا وحقق انتشارا واسعًا، حيث بلغ عدد المشاهدات 340 ألف و1712 إعجابا و282 مشاركة من 7 حسابات فقط قاموا بنشره.
سقوط سحابة من السماء
من خلال عمليات التحقق، تبين أن الفيديو يعود لتاريخ 16 نوفمبر، نُشر من خلال حساب شخصي لإندونيسي على تطبيق "تيك توك"، ولم يتضمن أي تفاصيل واضحة عن الفيديو.
كما أظهرت المزيد من الأبحاث أن الفيديو أثار ضجة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي الإندونيسية، مما دفع الهيئة العامة الماليزية للأرصاد الجوية والمناخ والجيوفيزياء لإصدار رد رسمي بشأنه.
ما هي حقيقة السحابة في الفيديو؟
في التصريحات التي نقلتها "CNN"، أكدت الهيئة أن ما ظهر في الفيديو ليس سحابة حقيقية، بل عبارة عن كتلة بيضاء ناتجة عن تكثف بخار الماء أو الغازات الناتجة عن أنشطة التعدين في المنطقة التي تم التقاط الفيديو فيها.
وأوضحت أن السحب لا يمكن أن تسقط على الأرض في شكل كتل صلبة، إذ أن جزيئات الماء في السحب خفيفة جدًا ومتفرقة، وتتبخر عادة قبل أن تصل إلى الأرض، خاصة عندما تتغير الظروف البيئية.
لماذا لا يمكن أن تسقط السحب؟
الاعتقاد بأن السحب يمكن أن تسقط على شكل كتل صلبة يُنقض بدراسات متعددة، مثل الدراسة التي تحمل عنوان "أصل السحب في مختبرات سيرن للأبحاث"، المنشورة عبر موقع "frontiersin".
تشير الدراسة إلى أن السحب تتكون من قطرات صغيرة جدًا من الماء أو بلورات الجليد، بحيث يتراوح قطرها عادة بين 0.01 و0.02 مم.
هذه القطرات صغيرة جدًا لدرجة أن مقاومة الهواء (الدفع السفلي) تكفي لمساعدتها في التغلب على قوة الجاذبية، مما يحول دون سقوطها إلى الأرض. نتيجة لذلك، تظل هذه القطرات معلقة في الهواء بفضل التيارات الصاعدة.
على الرغم من الانتشار الضخم لهذا الادعاء، فإن الأدلة العلمية تؤكد أن ما حدث في الفيديو ليس ظاهرة غريبة كما خُيل للبعض، بل هو نتيجة طبيعية لعمليات تكثف بخار الماء.