قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

للعام الـ 84 ..أهالى"النزلة"بنجع حمادى يقدمون الولائم بالشوارع لنجاتهم من الطاعون

نجع النزلة بنجع حمادى
نجع النزلة بنجع حمادى
×

عادة سنوية تتجدد مع الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر كل عام في منطقة نجع النزلة بالشرقى بهجورة  التابعة لمركز نجع حمادى شمال قنا، حيث ينتشر الأهالى في الشوارع حاملين" الأطعمة والمشروبات" لإكرام ضيوفهم القادمين من القرى المجاورة، وإكرام الفقراء الذين يحرصون على الحضور للمنطقة في هذا التوقيت من كل عام، للحصول على نصيبهم من خيرات الله، الذى يتم توزيعها تنفيذاً لنذر آبائهم وأجدادهم.

العادة السنوية التي يحرص عليها منطقة نجع النزلة بالشرقى بهجورة، لم تأتى من فراغ، لكن ورائها أسرار وحكايات عجيبة، يرويها الكبار ومازال يتناقلها الصغار جيلاً بعد آخر، حيث يشير أهالى المنطقة، إلى أن حرصهم على إطعام الطعام في هذا اليوم، وفاءاً لنذر قطعه أجدادهم على أنفسهم بإطعام الطعام للفقراء والمساكين وعابرى السبيل، حال شفائهم من مرضى الطاعون والكوليرا، حيث أصيبت القرية بالكامل بالوباءين، وقد تحقق لهم ما أرادوا من المولى عز وجل.

استمرار العادة للعام الـ 84 على التوالي، يدل على كرم أهالى القرية واحترام الأجيال الحالية، لنذر أجدادهم، وحتى تكون صدقة جارية لأباءهم الراحلين ولهم وأبنائهم من بعدهم، حيث يتنافس الجميع في إكرام الضيوف سواء من الفقراء أو عابرى السبيل، بوضع " صوانى" الطعام في الشوارع والطرقات، وتوزيع كميات من اللحوم والخبز على السائلين القاصدين لقريتهم خلال هذا اليوم.

موسم الحصاد

ارتبط اختيار الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، بموسم حصاد بعض المحاصيل، وعلى رأسها " السمسم والكركدية"، حيث يكون لدى الأهالى ما يكفى للإنفاق على موائد الطعام التي تحتاج إلى سيولة مادية لشراء ما يتاح من لحوم ودقيق وبعض الفواكه، حسب مقدرة كل أسرة بالقرية، لتوزيعها على أكبر عدد متاح من السائلين، أو إطعام عابرى السبيل، والأصدقاء الذين يحرصون على مشاركة أهالى القرية فرحتهم بهذه الذكرى السنوية.

وقال محمد عبدالناصر، تاجر، يرجع احتفالنا بهذا اليوم لحوالي 84 عاماً مضت، حيث تعرضت منطقتنا "النزلة" التابعة لقرية الشرقى بهجورة بـ نجع حمادى، لمرضى الطاعون والكوليرا والذى تمكن من إصابة المئات وتسبب في وفاة العشرات من أجدادنا، فما كان منهم إلا التضرع للمولى عزوجل لإنقاذهم من هذا الوباء القاتل، ونذر أجدادنا على أنفسهم، حال نجاتهم من الوباء، بإطعام الطعام للفقراء والمساكين تقرباً لله.

صدقة جارية تحمينا من الأمراض

 

وتابع عبدالناصر، وبعد أن تحقق لهم ما أرادوا من المولى عزوجل، حرص أهالينا بالقرية على تنفيذ نذرهم، وتقديم الطعام للفقراء والمساكين وعابرى السبيل، وأصبحت صدقة جارية منذ هذا التاريخ حتى الآن، نحرص على تنفيذها ونرغب أطفالنا وأبنائنا حتى يحرصوا عليها بعد مماتنا، لأنها وعد ونذر يجب أن يوفى وألا ينقطع مهما كانت الظروف والأحوال التي تحيط بنا.

وأضاف عبيد سالم، مزارع"، اختيار يوم محدد لتنفيذ هذا النذر، يعود لموسم حصاد بعض المحاصيل خلال هذه الأيام منها " السمسم والكركديه"، حيث يحصل الأهالى على ثمار وحصاد مجهودهم، والذى يمكننا من الإنفاق على احتياجات هذا اليوم، وحتى يكون يوم موحد للقرية بالكامل، يتعاون فيه الجميع لتنفيذ هذه الوصية والنذر، لتكون صدقة جارية تحمينا وتحمى أبنائنا من الأمراض.

الصوانى والأطعمة في الشوارع

وأشار سيد حمدالله، موظف، قبل أيام من حلول الجمعة الأخيرة لشهر نوفمبر، يجتمع أهالى القرية للتجهيز لهذا اليوم، ومشاركة أطفالهم لغرس هذه العادة الطيبة فيهم، ويتم الاتفاق على شراء احتياجات هذا اليوم، ودعوة الأصدقاء وأهالى القرى المجاورة، لمشاركتهم احتفالهم بهذه الذكرى السنوية، وعقب انتهاء صلاة الجمعة يتوافد أبناء القرية بـ " صوانى" عليها ما لذ وطاب من الأطعمة، أمام المسجد الكبير وشوارع القرية، ليأكل منها الجميع الفقراء وعابرى السبيل، فى مشهد بديع ينتظره الجميع كل عام.

وأضاف حمدالله، بأن هذا اليوم من كل عام بمثابة عيد، يتصافح الجميع فى فرح وسرور، مع تقديم التهانى لبعضهم البعض ابتهاجاً وفرحاً بهذه المناسبة السعيدة التى كانت بالنسبة للقرية بمثابة يوم نجاة من وباء الطاعون والكوليرا، كما أن الأطفال يشعرون بأن هذا اليوم له قيمة مختلفة كون ما يحدث به من مظاهر مختلف عن أي يوم آخر، ما يساعد فى الحفاظ على هذا الموروث الشعبى والعادة الطيبة التي توارثناها عن آبائنا وأجدادنا.