أثارت أسئلة متكررة حول الزينة النسائية اهتمام متابعي دار الإفتاء المصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بحكم وضع الكحل وتخفيف الحواجب.
وفي بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء الرسمية، قدم الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، توضيحًا مفصلًا حول هذه القضايا، مؤكدًا أن الشريعة تفرق بين المرأة المتزوجة وغير المتزوجة فيما يتعلق بالزينة.
وضع الكحل وتخفيف الحواجب للمرأة المتزوجة
صرح الشيخ محمود شلبي بأن وضع الكحل للمرأة جائز شرعًا دون أي قيد أو مانع.
أما فيما يخص تخفيف الحاجبين، فأوضح أنه يجوز للمرأة المتزوجة القيام بذلك بهدف التزين لزوجها، بشرط أن يكون بموافقته.
وأكد أن الزينة للزوج تعد من الأمور المستحبة التي تعزز العلاقة الزوجية.
حكم الزينة للفتاة غير المتزوجة
وفيما يتعلق بالفتاة غير المتزوجة، أشار الشيخ شلبي إلى أنه يجوز لها إزالة الشعر الزائد حول الحاجبين فقط، دون المساس بشكلهما الطبيعي.
وأضاف أن استخدام تقنية الميكرو بليدنج لتجميل الحاجبين جائز، بشرط ألا يترتب عليه خروج دم، لأن خروج الدم يجعل العملية بمثابة وشم، وهو محرم شرعًا.
تنظيف الحواجب وفقًا للشرع
من جانبه، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى ومدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، أن تنظيف الحواجب جائز إذا اقتصر على إزالة الشعر الزائد دون تغيير شكل الحاجب الأصلي.
وأكد أن النمص المحرم شرعًا يعني إزالة الحاجب بالكامل أو تغييره جذريًا، أما التنظيف الطبيعي فهو لا يتعارض مع أحكام الشريعة.
تشقير الحواجب حدود الجواز
وفي سياق متصل، تناول الشيخ ممدوح حكم تشقير الحواجب، موضحًا أن الأمر يعتمد على الطريقة المستخدمة.
إذا تم التشقير عن طريق الوشم، فهو محرم بشكل قاطع. أما إذا تم باستخدام أدوات الزينة مثل الأصباغ الصناعية، فلا مانع منه شرعًا، ما لم تكن المرأة في فترة حداد على زوجها، حيث تُمنع الزينة في هذه الحالة.
ضوابط الزينة في الإسلام
اختتم العلماء توضيحاتهم بالتأكيد على أن الإسلام يدعو إلى الاعتدال في الزينة، ويشجع الحفاظ على الفطرة الطبيعية التي خلق الله الإنسان عليها. وأوضحوا أن الغاية من هذه الضوابط هي تحقيق التوازن بين التجمل المشروع واحترام الحدود الشرعية، بما يضمن الحفاظ على القيم الأخلاقية والاجتماعية.
تظل قضايا الزينة الشخصية محل نقاش مستمر بين العلماء والجمهور، لكن دار الإفتاء تسعى دائمًا لتقديم فتاوى تجمع بين مراعاة الضوابط الشرعية وتلبية احتياجات العصر.