رغم الظروف الصعبة والحرب التي تعيشها السودان، إلا أن هناك مجموعة من الشباب المسرحيين بحثوا عن أمل لعرض أحلامهم والتغلب على الصعوبات. فقد قرر أبطال وصناع مسرحية "آيس دريم" التواجد في مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" في دورته الـ25 لتقديم عرضهم لجمهور مختلف من الوطن العربي والعالم.
المعاناة لا تكمن في المشاركة بفعاليات المهرجان، بل في الطريقة التي وصل بها هؤلاء الحالمون إلى هناك. إذ سلط المخرج السوداني والمصور الطيب صديق الضوء على التضحيات التي قدمها هؤلاء السودانيون لكي يشاركوا في المهرجان. وأوضح أن أحدهم اضطر إلى بيع سيارته من أجل التواجد، ولا يزال يواجه ديونًا لتغطية تكاليف المشاركة.
كما واجه بعض الأبطال صعوبات كبيرة في السفر من السودان إلى تونس، حيث استغرق البعض خمسة أيام في التنقل بين المراكب والعربات.
المسرحية تُعد عرضًا فنيًا مميزًا، يقدمه عبدالرحمن الشبلي، محمد أحمد الشاعر، آدم منقا، نمارق عبد الله، هدى مأمون، ومكرم المانسي، مع الهادي الشواف مديرًا للإنتاج. وتهدف المسرحية إلى تسليط الضوء على قصص إنسانية تعكس صمود السودانيين وإبداعهم في مواجهة التحديات، وهي تحفة فنية تجسد الروح الثقافية للسودان.
ترحال
ما فعله هؤلاء السودانيون يشبه ما حدث في الدورة الماضية من "أيام قرطاج المسرحية"، حيث اضطر المخرج السوري ماهر صليبي الذي ترك مدينته بسبب الحرب، والذي شارك بعرض "ترحال"، إلى اقتراض ثمن تذكرة الطيران كي يتمكن من الحضور هو وفريق العمل. وقال صليبي في تصريحات لـ"صدى البلد": "أعمل في التلفزيون وهو مصدر دخلي. قبل أن أهاجر مرتين: الأولى إلى الإمارات، والثانية إلى كندا. لكن حب المسرح، رغم كل هذه الظروف، سيبقى في قلبي إلى الأبد".
"ترحال" تدور قصته حول حبيبين يضطران للانفصال، ليس بسبب خيانة أو تدخلات الأهل، بل بسبب اضطراري آخر، وهو الهجرة من سوريا بحثًا عن مكان آمن بعيدًا عن ويلات الحرب.