في خطوة تعكس تحولات جديدة في ديناميكيات النفوذ الأمريكي في المنطقة، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن تفاصيل وثيقة أمريكية تحتوي على عدة بنود سرية تهدف إلى تعزيز التعاون بين واشنطن وتل أبيب بشأن إيران، مع إشارة إلى تطور ملموس في دور الولايات المتحدة داخل لبنان.
أبرز النقاط في الوثيقة المتعلقة بلبنان
تضمنت الوثيقة بنوداً تشير إلى تعاون وثيق بين واشنطن وتل أبيب لضمان استقرار لبنان، مع تعيين الولايات المتحدة كمسئول رئيسي عن آلية الرقابة. ووفقاً لتصريحات وزير إسرائيلي للقناة 12، فإن هذا الترتيب يُعد "إنجازاً كبيراً" يُدخل واشنطن كلاعب أساسي في الملف اللبناني.
وتكشف الوثيقة عن دور أمريكي في توجيه الجيش اللبناني لمنع الانتهاكات الأمنية والتعامل معها بشكل فعال، في إشارة إلى محاولات لضبط النفوذ الإيراني وحزب الله في لبنان.
كما تم وصف الوثيقة بأنها خطوة نحو تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة التهديدات الإقليمية، مع تركيز خاص على إيران ودورها في لبنان والمنطقة.
أسرى غزة على أجندة واشنطن وتل أبيب
وفي تطورات أخرى، أفاد موقع "واللا" الإسرائيلي، نقلاً عن مسئولين أمريكيين، بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن شدد خلال محادثة مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضرورة التركيز على صفقة لتحرير الأسرى المحتجزين في غزة.
ويعتزم بايدن مواصلة الضغط من أجل التوصل لاتفاق بشأن الأسرى، مع اعتبار هذه الخطوة أولوية في سياق الحرب الجارية علي غزة.
ووفقاً لمصدر رفيع في الكابينت الإسرائيلي، يسعى نتنياهو للترويج لصفقة الأسرى جزئية لا تلزمه بإنهاء الحرب، مما يشير إلى تباين في الأهداف الإسرائيلية والأمريكية فيما يتعلق بالتصعيد في غزة.
تأتي هذه التطورات في إطار تحولات معقدة في المنطقة، حيث تسعى واشنطن لتعزيز دورها كوسيط مؤثر، سواء في لبنان أو غزة. وتشير الوثيقة المتعلقة بلبنان إلى رغبة أمريكية في تطويق النفوذ الإيراني عبر أدوات جديدة، بينما تُظهر المباحثات بشأن الأسرى في غزة ضغوطاً داخلية وخارجية على الإدارة الأمريكية لإيجاد حل للأزمة الإنسانية في القطاع.
ختامًا، تقدم الوثائق التي كشفت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية لمحة عن التحركات الدبلوماسية والأمنية في المنطقة، حيث يتزايد التداخل بين الملفات اللبنانية والفلسطينية والإيرانية، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قدرة الولايات المتحدة على تحقيق أهدافها في ظل هذه التعقيدات.