قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

ماذا بعد وقف إطلاق النار في لبنان؟ باحث سياسي يكشف السيناريوهات القادمة

الدكتور راضي أبو راضي
الدكتور راضي أبو راضي
×

وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله اللبناني دخل حيز التنفيذ، فجر أمس الأربعاء، حيث يتساءل الكثيرين عن السيناريوهات القادمة عقب هذه الخطوة وهو ما كشفه الدكتور رضا أبو راضي الباحث المتخصص في الاتصال السياسي.

وقف إطلاق النار في لبنان

اعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الطرفين وافقا على اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، موضحا أن إسرائيل ستسحب قواتها تدريجيا على مدى 60 يوما مع سيطرة الجيش اللبناني على الأراضي القريبة من الحدود مع إسرائيل.

وأصدرت وزارة الخارجية، بيانًا، كشفت خلاله عن ترحيب مصر بالإعلان عن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان فجر الأربعاء 27 نوفمبر، 2024، مؤكدة أن هذه الخطوة من شأنها الإسهام في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة، من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بكل عناصره، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب لبنان، وبسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية.

تأثير القرار على الشرق الأوسط

قال الدكتور رضا أبو راضي، إن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي يمثل خطوة مهمة نحو تقليل التوترات في منطقة الشرق الأوسط، حيث يأتي في وقت حساس، خاصة مع تصاعد الصراعات نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأكد أبو راضي في تصريحات لـ"صدى البلد"، على أن هذا الاتفاق يبرز أهمية الحوار والدبلوماسية كأدوات لتحقيق التهدئة والاستقرار في المنطقة، حيث أن الخيارات العسكرية غالباً ما تؤدي إلى المزيد من المعاناة، لذا فإن اعتماد الأساليب السلمية يعد ضرورة ملحة.

وأوضح أن توقيت هذا الاتفاق يعكس إدراك الأطراف المعنية لحساسية الأوضاع الإقليمية والدولية. إذ يتطلب الوضع الحالي خطوات واضحة لمنع تصاعد النزاع الذي قد يؤدي إلى مواجهات أوسع يصعب السيطرة عليها.

وتابع ، أنه على الرغم من أن هذا الاتفاق لا يمثل حلاً جذرياً للمشكلة، إلا أنه قد يكون بداية لتأسيس آليات حوار مستدام، ومن الضروري أن تسعى الأطراف إلى العمل الثنائي أو عبر وساطات دولية وإقليمية لتحقيق نتائج فعالة، فضلا عن معالجة القضايا الجوهرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

كما شدد على أهمية الدور المصري الفاعل في التهدئة، حيث ساهمت الجهود الدبلوماسية في وقف إطلاق النار في غزة. ويبرز هذا الدور أهمية المبادرات السلمية التي تتبناها مصر على مستوى المنطقة.

ماذا بعد وقف إطلاق النار؟

بحسب تصريحات الباحث السياسي، فإن التوصل إلى هذا الاتفاق جاء  بهدف تقليل الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية العنيفة التي أحدثت دمارًا واسعًا في مناطق مختلفة من البلاد. واعتبر أن هذا الاتفاق يعكس بشكل أساسي مصالح الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي على الرغم من علاقاتها التاريخية مع لبنان، إلا أنها لم تدعم حقها في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، بل دعمت الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة.

وأضاف أن الهدف الغير معلن للاتفاق هو تقليص قدرات "حزب الله" العسكرية، الذي يعتبر القوة الوحيدة التي تستطيع مواجهة الهجمات الإسرائيلية، خاصة بعد الخسائر التي لحقت به جراء العمليات الاستخباراتية التي استهدفت قادته وتحصيناته العسكرية.

وأوضح أن الاتفاق يهدف إلى تقويض القدرات العسكرية لحزب الله الذي على الرغم من فقدانه للعديد من قادته وأسلحته، إلا أنه كان العائق الرئيسي أمام إسرائيل، نظرًا لقدرات الجيش اللبناني المحدودة على الرغم من تأهيله كجيش نظامي.

وبالنسبة لتداعيات الاتفاق على وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، يرى الباحث السياسي، أنه يمهد الطريق لإسرائيل للسيطرة على الطرق والممرات الاستراتيجية التي تساهم في توصيل السلاح إلى حزب الله عبر سوريا، مما يعتبر تهديدًا للقدرة العسكرية للحزب.

ويتوقع أبو راضي، أن يكون هذا الاتفاق بمثابة بداية لتوسيع العمليات الإسرائيلية نحو سوريا، ضمن إطار المخطط الإسرائيلي لتعزيز سيطرته الإقليمية وتحقيق أهدافه التوسعية من "النيل إلى الفرات"، مع توقعه بدء مواجهة جديدة بين إسرائيل وإيران، بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وربما دول حلف الناتو، بهدف تحقيق مصالح الغرب في المنطقة.