لاشك أن السؤال عن ماذا يفعل من ضاقت به الدنيا وتكالبت عليه الديون ؟ يهم الكثير من الناس إن لم يكن الجميع، حيث إن الدنيا دار بلاء وابتلاء وكبد، ومن هنا تنبع أهمية معرفة ماذا يفعل من ضاقت به الدنيا وتكالبت عليه الديون ؟، خاصة أن الراحة والنعيم مكانهما في الجنة، وهو ما يضفي أهمية كبيرة للبحث عن ماذا يفعل من ضاقت به الدنيا وتكالبت عليه الديون ؟ للتخفيف والنجاة من الشدة والكرب ، ولأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو الرحمة المهداة للبشرية، فإنه أرشدنا إلى ماذا يفعل من ضاقت به الدنيا وتكالبت عليه الديون ؟ ، وحدد الكثير من الأدوية الربانية التي تربت على قلب كل من ضاقت عليه الدنيا واشتد عليه البلاء وتفرج همه.
ماذا يفعل من ضاقت به الدنيا وتكالبت عليه الديون
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن السلف الصالح -رضوان الله تعالى عنهم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يردد عند الكرب تسعة عشر كلمة، وأوصى بها كلمَنْ يعاني الكرب والهّم والغم والدَيْن.
وأوصى «جمعة» في إجابته عن سؤال: ماذا يفعل من ضاقت به الدنيا وتكالبت عليه الديون ؟ ، بأن عليه أن يدعو بدعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويردد تسعة عشر كلمة، وهي:« لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم »، مستشهدًا بما ورد عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله الحَليمُ الكَريمُ، سُبْحَانَ الله ربِّ العَرْشِ العَظِيم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم».
إذا ضاقت عليك الدنيا
جاء أنه إذا ضاقت عليك الدنيا وانقطعت عنك الأسباب ، فإياك أن تجذع أو تيأس من روح الله عز وجل، عليك الاقتداء بما كان يفعله النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، في مواجهة مثل هذه الأمور، إذ كان عليه الصلاة والسلام، إن ضاقت دنياه يردد: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين»، وسرعان ما كان يرفع الله عنه أي بلاء مهما كان.
ةتذكر أن رسولنا -صلى الله عليه وسلم، تعرض للكثير والكثير من الابتلاءات الصعبة جدًا على أي إنسان عادي أن يتحملها، ومن ذلك حينما هاجر إلى الطائف، تعرض لمضايقات غير عادية حتى تورمت قدماه الشريفتين، لكنه صبر على الأذى فكانت النتيجة أن أظهر الله دينه على الدنيا كلها، وفتح له مكة.
دعاء لمن ضاقت به الدنيا
ينبغي ترديد دعاء لمن ضاقت به الدنيا ، ويأس منها ، صباحًا مساءً، وأنت موقن في الإجابة، حينها ستجد العجب العجاب، لأن الله هو من وعد بالإجابة، وأي وعد أعظم من وعد الله سبحانه وتعالى؟، ووردت صيغة الدعاء في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها : « ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أو تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين».
ورد عن دعاء لمن ضاقت به الدنيا ، ويأس منها ، ففي هذه الصيغة له كأن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم يحثنا ويحفزنا على أن نردده طوال الوقت، وكأنه يريد أن يقول لنا «ربح من كرر هذا الدعاء لاشك»، فهذا الدعاء من أعظم الأدعية التي تتضمن تحقيق العبودية لله رب العالمين ، وتتضمن التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته ، فهو سبحانه الحي القيوم ، الرحمن الرحيم ، والعبد يستمد العون والتأييد من قيوميته عز وجل ، كما يستغيث برحمته التي وسعت كل شيء ، لعله ينال منها ما يسعده في دنياه وآخرته .
نصيحة لمن ضاقت به الدنيا
أوصت دار الإفتاء المصرية، بالإكثار من الاستغفار، والمداومة عليه في كل وقت وبأي صيغة، للفوز في الدنيا والآخرة، منوهة بأن هناك ستة أمور تحدث للمستغفر.
و أوضحت «الإفتاء» ، أن كل إنسان يشعر بالضيق ولديه مشاكل ويُعاني من الكرب والفقر أو وقع في المعصية وضيقت عليه ذنوبه، عليه أن يُداوم على الاستغفار ، مشيرة إلى أن هناك ستة أمور يفوز بها المستغفرون، وهي: «الاستغفار سعادة للمحزونين، وبه يجعل الله لك من كل ضيق مخرجًا، وغفران للمذنبين، وفرج للمكروبين، وبه يرزقك الله تعالى من حيث لا تحتسب، وهو مفتاح الخير».
كما أضافت في نصيحة لمن ضاقت به الدنيا ، أن المستغفر يجعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ويكفر ذنوبه، ويرزقه من حيث لا يحتسب، فهو مفتاح الخير، لافتة إلى أن الإيمان وتقوى الله عز وجل في السر والعلن؛ تفتح أبواب الرزق، كذلك، مستشهدة بقوله تعالى: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» الآية 96 من سورة الأعراف.
وجاء في نصيحة لمن ضاقت به الدنيا ، أنه ينبغي على الإنسان ألا ييأس من رحمة الله تعالى، وعليه أن يعلم أنه لا ملجأ من الله تعالى إلا إليه، لذا عليه أن يستعين بالله عز وجل، فمن استعان بالله أعانه، والعبد لا غنى به عن الله طرفة عين ، بينما من يستغنى يعيش في ضنك من العيش ليل نهار.
يقول المولى عز وجل متوعدًا هؤلاء: «كَلَّاۤ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ (6) أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰۤ (7)» من سورة العلق ، بينما من يستعن بالله يهد قلبه لاشك، فقال تعالى: « فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ (10)»، إذن الأمر بيديك، فإن اخترت طريق الله عز وجل وفقك لما تحب، وإن ابتعدت فلا تلومن إلا نفسك.
إذا ضاقت بك الدنيا اقرأ سورة
ورد أنه إذا ضاقت بك الدنيا اقرأ سورة الشرح ، قال تعالى: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ»، فهذه السورة الكريمة عدد آياتها 8 آيات فقط ويسهل للإنسان أن يرددها بنية أن يصلح الله تعالى أحواله، وأن يرزقه ويفرج كربه.
وجاء أنه إذا ضاقت بك الدنيا إقرأ سورة الشرح، فقراءتها 40 مرة من الأمور التي تجلب الرزق وتيسر الأمور، لا يوجد حديث يدل على ذلك وإنما هذه من نصائح العلماء والمشايخ القدامى لهم لجلب وتوسيع وتيسير الرزق.
الحل لمن ضاقت به الدنيا و اشتد عليه البلاء
ورد أن الحل لمن ضاقت به الدنيا و اشتد عليه البلاء ، فالدعاء كله خير، ومن الأدعية الدينية الجميلة التي تريح القلب:
1- (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا).
2- (ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابه هَمٌّ أو حُزْنٌ: اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ، ابنُ عبدِكَ، ابنُ أَمَتِكَ، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو أنزَلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ، أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ، أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ بصَري، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ همِّي، إلَّا أذهَب اللهُ همَّه وأبدَله مكانَ حُزْنِه فرَحًا).
3- (اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ).
4- رُوي عن أبي بن كعب - رضي الله عنه- أنه قال: (يا رسولَ اللهِ، إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي؟ فقال: ما شئتَ، قلت: الربعَ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ: النصفَ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلت: فالثُّلُثَيْنِ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ: أجعلُ لك صلاتي كلَّها؟ قال: إذًا تُكْفَى همَّك، ويُكَفَّرُ لك ذنبَك).
5- (اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا).
6- (اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ، وَالْمَغْرَمِ.)
7- رُوي عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أنه قال: (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، كانَ يَتَعَوَّذُ مِن سُوءِ القَضَاءِ، وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الأعْدَاءِ، وَمِنْ جَهْدِ البَلَاءِ).
دعاء الفرج والهم
وردت في السُنة النبوية الشريفة الكثير من الأدعية لتفريج الهم والحزن والكرب، المأثورة والواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم ومنها هذه الأحاديث:
- قوله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم لأسماء بنت عميس -رضي الله عنها-: «ألا أعلِّمُكِ كلِماتٍ تَقولينَهُنَّ عندَ الكَربِ أو في الكَربِ؟ اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا).
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو عند الكرب: «لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ».
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « دَعْوةُ ذي النُّونِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فإنَّها لم يَدْعُ بها مُسلمٌ ربَّه في شيءٍ قَطُّ إلَّا استَجابَ له».
روي عنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ».
هناك دعاء يفرج الكرب ورد في صحيح البخاري أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بن علي أن يقوله حينما كان في سجنه حتى خرج، « لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ، وَرَبُّ الْأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ».
وهذا الدعاء ليس فيه طلب بل فيه ذكر لله تعالى ، فرب العزة قال :« مَنْ شَغَلَهُ الْقُرْآنُ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ»، فدعاء الكرب هو ذكر متضمنًا دعاء.
"لاحول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
«اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت».