أكد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين لجنة الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز إعطاء الزكاة للشخص الذي لا يكفي دخله لتغطية احتياجات أسرته الأساسية، حتى لو كان يمتلك سيارة أو شقة في منطقة راقية.
وأوضح الشيخ عويضة في إجابته عن سؤال ورد إلى دار الإفتاء: "هل يجوز إعطاء الزكاة لشخص يمتلك سيارة مع العلم أنه يقترض أموالًا لتغطية حاجاته؟"، أن امتلاك السيارة أو أي ممتلكات أخرى لا يعني بالضرورة أن الشخص غير مستحق للزكاة، طالما أن دخله لا يغطي نفقاته الأساسية.
وأضاف أن هذا الشخص يعتبر من الفئات المستحقة للزكاة وفقًا للشريعة الإسلامية، مشددًا على أن الشريعة تهدف إلى التخفيف عن الناس ومساعدتهم على مواجهة صعوبات الحياة.
كما أوضح أن الشريعة لا تلزم هذا الشخص ببيع سيارته أو شقته للحصول على الزكاة، خاصة إذا كانت هذه الممتلكات جزءًا من ضروريات حياته وليست ترفًا.
حكم تأخير إخراج الزكاة
في سياق متصل، تحدث الشيخ عويضة عن حكم تأخير إخراج الزكاة، موضحًا أنه يجوز تأخيرها لمدة تصل إلى عام واحد في بعض الحالات الخاصة.
ومن بين هذه الحالات أن يكون صاحب المال منتظرًا مناسبة معينة لتوزيع الزكاة على الفقراء أو أنه يخصص مبالغ شهرية لتوزيعها على المحتاجين على مدار العام.
وأضاف أن تأخير الزكاة جائز إذا كان الشخص المستحق لها مسافرًا أو غير متاح في الوقت الحالي، مع التأكيد على ضرورة عزل أموال الزكاة عن الأموال الأخرى لضمان إخراجها بشكل صحيح عندما يحين وقتها.
وأوصى بأن يتم توجيه أبناء صاحب المال للقيام بهذه المهمة إذا تأخر صاحبها لأي سبب.
كيفية حساب الزكاة على الودائع البنكية
من جانبه، أوضح الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، الطريقة الصحيحة لحساب الزكاة على الودائع البنكية.
وأشار إلى أن الزكاة تُحسب بنسبة 2.5% من إجمالي المال المستثمر، سواء أكان في شكل ودائع بنكية أم رأس مال تجاري، ويتم احتساب الزكاة على أصل المال مضافًا إليه الأرباح والفوائد.
أما في الحالات التي يتم فيها استخدام أرباح الودائع البنكية للعيش، فتُحتسب الزكاة بنسبة 10% على الأرباح فقط دون المساس بأصل المال. وأوضح أن هذا التفاوت في النسبة يعتمد على طبيعة استثمار المال واستخدامه.
الزكاة والشريعة الإسلامية
جاءت هذه التوضيحات لتسلط الضوء على مرونة الشريعة الإسلامية في التعامل مع أمور الزكاة، حيث تُراعي الظروف الشخصية والمالية للأفراد.
كما أكدت دار الإفتاء أن الهدف من الزكاة ليس فقط سد حاجات الفقراء، بل أيضًا تحقيق التكافل الاجتماعي وتعزيز روح التعاون بين أفراد المجتمع.
واختتمت دار الإفتاء بضرورة التزام المسلمين بإخراج الزكاة في مواعيدها والحرص على توزيعها بشكل عادل على المستحقين، لتتحقق الحكمة الشرعية منها في تقليل معاناة الفقراء والمحتاجين، ودعم الأفراد الذين يواجهون صعوبات في حياتهم اليومية.