EN
في ظل التساؤلات المتكررة حول كيفية التعامل مع الصلوات الفائتة وأحكامها الشرعية، أوضح الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن جمهور الفقهاء أوجبوا على من فاتته صلوات لفترة طويلة أن يقوم بقضائها بشكل منتظم، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "دين الله أحق أن يُقضي".
وأشار عبدالسميع إلى أن الحل الأمثل لقضاء الصلوات الفائتة هو أداء الصلاة الحاضرة أولاً، ثم إضافة صلوات فائتة يومياً، حتى يتم الانتهاء من القضاء بشكل تدريجي، لافتا إلى أن الصلاة هي دين واجب السداد لله، ولا يمكن الاستعاضة عن أدائها بالنوافل، كما يرى جمهور العلماء.
هل النوافل تغني عن الفروض الفائتة
ورغم ذلك، أشار أمين الفتوى إلى وجود رأي فقهي قليل الانتشار أجاز تعويض الصلوات الفائتة بالنوافل، مستنداً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن استكمال النوافل لنقص الفروض.
لكنه أكد أن جمهور الفقهاء ردوا على هذا الرأي بأن النوافل تعالج النقص في جودة الفريضة وليس في أدائها كلياً.
نصائح عملية لقضاء الصلوات
من جانبه، قدم الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، طريقة عملية لمن فاتته صلوات كثيرة، مشدداً على أهمية التوبة والاستغفار أولاً، ثم البدء بقضاء الصلوات الفائتة وفق جدول يومي منتظم. وأكد أنه إذا لم يستطع المصلي تحديد عدد الصلوات التي فاتته بدقة، يمكنه الاجتهاد بالتقريب واستكمال القضاء بما يتوافق مع استطاعته.
هل يجب قضاء الصلاة الفائتة بعد التوبة؟
في سياق متصل، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن التكاسل عن الصلاة يتطلب مقاومة النفس والاستعانة بذكر الله لتليين القلوب، مشدداً على أن التوبة الصادقة لا تعفي من قضاء الصلوات الفائتة.
وأضاف أن الصلاة هي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته".
ترك الصلاة: خطر عظيم
وفي ختام حديثه، حذّر جمعة من خطورة ترك الصلاة، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس بين العبد والكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة"، مؤكداً أن المواظبة على الصلاة هي السبيل الأكيد للنجاة يوم القيامة.
تظل قضية الصلوات الفائتة محط اهتمام واسع بين المسلمين، ما بين أحكام الفقه وآراء العلماء، ليبقى أداء الصلاة هو الرابط اليومي المتين بين العبد وخالقه.
