استعاد محمد مجدى أفشة لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، ذكريات هدفه التاريخي في نهائي دوري أبطال أفريقيا عام 2020، الذي منح المارد الأحمر لقب دوري أبطال أفريقيا.
وقال أفشة في تصريحات، نقلها الحساب الرسمي للنادي الأهلي: "يوم ٢٧ نوفمبر هو واحد من أفضل وأجمل الأيام بالنسبة لكل لاعبي الفريق وأشعر بالفخر الشديد لكوني واحدًا من المشاركين في هذا الحدث".
وقال أفشة: "أشعر بالفخر الشديد لكوني أحد المشاركين في هذا الحدث، وأكرمني الله منذ الصغر بحب الناس، وشاركت قبل احتراف اللعبة في العديد من الدورات الرمضانية، وسجلت أهدافًا وحصلت على مكافآت خاصة، لكن لم أكن أتخيل أبدًا المساهمة بهدف الفوز في التتويج بمثل هذه البطولة التاريخية وإسعاد جماهير الأهلي، وهي اللحظة الأكبر والأهم بالتأكيد في مسيرة أي لاعب".
وأضاف أفشة: "فترة ما قبل المباراة كانت شديدة التوتر للجميع سواء داخل معسكر الأهلي أو الزمالك على مستوى الإدارات والأجهزة الفنية واللاعبين، ومن قبلهم على المستوى الجماهيري، الفارق الزمني بين مباراة النهائي ومباراة نصف النهائي كان كبيرًا، وطيلة هذه الفترة كان التوتر سائدًا بين جميع الأطراف وعلى المستوى الإعلامي ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة".
وتابع: "عزلت نفسي تماما عن هذه الأجواء؛ لأن التعمق فيها سيزيد الأمور توترًا وقلقًا، ويكفي ما بداخل كل لاعب من توتر وترقب لهذه المباراة الصعبة والمصيرية، والذي تضاعف في صباح يوم المباراة، إذ كانت العديد من التساؤلات الحائرة تدور بداخل كل لاعب، والهدف كان واحدًا بين الجميع وهو الرغبة في إسعاد جمهور الأهلي".
واستكمل: "بين شوطي المباراة خيم الصمت تمامًا على غرفة الملابس، الكل كان ينتابه مشاعر متداخلة ومتباينة، لم يتحدث سوى لاعبين أو ثلاثة فقط وباقي اللاعبين كانوا في حالة استماع وتركيز وترقب".
وأكمل: "وجه سعد سمير لاعب الأهلي السابق العديد من العبارات التحفيزية للاعبين، وطالبنا ببذل المزيد من الجهد للعودة للمباراة بعد الأداء المتوسط في الشوط الأول، كما طالبني بالمزيد من التركيز والقيام بمهام مركزي بشكل أكبر في عملية تدوير الكرة وتجميع اللعب والخروج من مناطق الضغط، وقال إن دوري في الملعب مهم وسيكون مؤثرًا في نتيجة المباراة، كما وجهنا عمرو السولية ببعض العبارات التحفيزية لتحقيق الفوز والتركيز بشكل أكبر، وقال إن هذه المباراة لن يحسمها إلا الأكثر جهدًا والأقوى رغبة في الفوز".
وأوضح: "الشوط الثاني لم يكن سهلًا على الإطلاق حتى مرور الثلث الأول من الشوط، وشعرنا بحالة من الذهول والصدمة بعد الكرة التي أضاعها حسين الشحات ثم تبعها سقوط لأحد اللاعبين، حينها اجتمعنا معًا في أرض الملعب، وطالبنا السولية بالتركيز بشكل أكبر في ربع الساعة المتبقية من عمر المباراة، وكنا كلاعبين في حالة من الخوف خشية من تحول دفة المباراة لصالح الزمالك بعد فرصة الشحات المهدرة، وهو المعتاد غالبًا في سيناريوهات اللعبة، لكن فرصة الشحات بعدها أعادت الثقة بين صفوفنا وزادت الرغبة في حسم المباراة".
وتابع: "في وقت الهدف كنا كفريق في حالة ضغط شديدة بعد اقتراب الوقت الأصلي للمباراة من النهاية، وكان تركيزي حينها على تجميع اللعب في وسط الملعب مع السولية ومعلول وحمدي فتحي، وكنت أنوي السقوط لوسط الملعب لاستلام الكرة من السولية لكنه أرسل تمريرة طولية، وفي هذه اللحظة توقعت ارتداد الكرة من دفاع الزمالك فحاولت الوصول لها قبل لاعب المنافس واتخذت قرار التسديد دون تردد، وهو قراري منذ لحظة إرسال السولية للتمريرة الطولية".
وأضاف: "لم أتمالك نفسي من الفرح، احتفالي حينها كان عفويًّا للغاية، كنت في حالة لا توصف، ولم أدرك قيمة هذه اللحظة إلا بعد المباراة، ويتضاعف شعوري وفرحتي بالهدف كلما يمر الوقت وأرى السعادة مستمرة بين صفوف الجماهير".
وأردف: "بعد الهدف كنا ننتظر صافرة النهاية من الحكم بفارغ الصبر، مشاعر كثيرة بداخلنا على مدار فترة طويلة من التوتر والقلق والحذر والترقب، كنا ننتظر بشدة لتجاوز هذه المشاعر وتحويلها إلى فرحة بالفوز بالبطولة، وخرجت قبل النهاية بثلاث أو أربع دقائق، وظللت في حالة من التأهب والدعاء حتى انتهت المباراة وانطلقنا جميعًا في الاحتفال بالبطولة الأهم في تاريخ النادي".
واستكمل: "عدت بعد المباراة لأحتفل بالنتيجة والهدف مع أهل بلدي، وفوجئت بالفرحة الطاغية بين الناس، واحتفلنا معًا احتفالات استثنائية، ومن المؤكد هذه الذكرى هي الأفضل والأهم في حياتي، والهدف الأهم والأغلى على الإطلاق".
وأضاف: "الهدف من الأهداف المهمة جدا بوصف الخبراء والجماهير ومنحه دفعة وثقة كبيرة، وساعد في إحداث تغيير كبير على مستوى الشخصية والرغبة في تسجيل المزيد من الأهداف؛ لإسعاد الجماهير، وعدم التوقف عند هذا الهدف والاكتفاء به، بل تضاعفت رغبته في تحقيق المزيد وصناعة تاريخ أكبر ولحظات حاسمة أكثر تضاف لمسيرته مع النادي".
وأوضح: "كنت أعي تماما الجملة التي قلتها بعد المباراة بأن جيل أبو تريكة ووائل جمعة سيعود، خاصة وأن تلك البطولة كانت غائبة عن النادي لسبع سنوات وطانت هي بداية العودة من جديد لمنصات التتويج القاري والمنافسة العالمية في كأس العالم، وبالفعل حققنا عددا كبيرا من الألقاب وكانت التاسعة هي البداية لكل ما تحقق".
واختتم: "أشكر جماهير الأهلي على الدعم المتواصل وأنتظر دائما مشاركتي في أرض الملعب لسماع هتاف الجماهير وكنت أتمنى تواجدهم في نهائي القرن لمشاركتهم الاحتفال بالهدف الذي وصفه أساطير النادي بالأهم في تاريخ كرة القدم".