في الآونة الأخيرة، لوحظ انتشار ظاهرة غريبة أثناء الصلاة، خاصة بين الشباب، وهي انكشاف جزء من أسفل الظهر نتيجة ارتداء البنطلونات الجينز الضيقة.
هذه الظاهرة أثارت تساؤلات حول حكم الصلاة في هذه الحالة وما إذا كانت تبطل أم لا، خصوصًا مع تكرار حدوثها داخل المساجد وأماكن الصلاة العامة.
انتشار الظاهرة وأسبابها
ظاهرة "الظهر المكشوف" أصبحت شائعة بشكل ملحوظ بين الشباب الذين يرتدون الملابس غير المناسبة أثناء الصلاة، مثل البنطلونات الجينز الضيقة أو منخفضة الخصر.
وهذه الملابس غالبًا ما تؤدي إلى انكشاف جزء من الظهر أو الإليتين أثناء الركوع أو السجود، وهو ما يُسبب إزعاجًا للمصلين الآخرين ويُثير الجدل حول مدى صحة الصلاة في هذه الحالة.
ووفقًا لبعض المصلين، يعتقد الشباب أن ارتداء الملابس العصرية يتماشى مع طبيعة حياتهم اليومية، ولكنهم لا يُدركون أن هذه الملابس قد تكون غير مناسبة للوقوف بين يدي الله في الصلاة.
ويرى آخرون أن الأمر يتطلب وعيًا أكبر بأهمية اختيار الملابس التي تليق بالعبادة وتحافظ على ستر العورة.
حكم الشرع في الظاهرة
دار الإفتاء المصرية تناولت هذا الموضوع عبر منصتها الرسمية، حيث أوضح د. شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن الصلاة لا تبطل إذا انكشف جزء صغير من أسفل الظهر أو الأليتين بشكل غير متعمد أو ناتج عن نسيان، بشرط أن يبادر المصلي بستر ما انكشف فورًا. أما إذا ظهر جزء كبير واستمر هكذا طوال الصلاة تبطل ويجب إعادتها .
وأضاف أن إعادة الصلاة في هذه الحالة، مستحب؛ للخروج من الخلاف بين الفقهاء، لكن إذا كان الانكشاف كبيرًا أو متعمدًا، فقد يؤثر ذلك على صحة الصلاة.
وأكدت دار الإفتاء أن ستر العورة واجب شرعي يجب على المسلم الالتزام به، خاصة في الصلاة، حيث يقف بين يدي الله عز وجل.
دور العلماء والمساجد
في ظل انتشار هذه الظاهرة، طالبت دار الإفتاء المصرية الأئمة والعلماء بضرورة تنبيه المصلين، خصوصًا الشباب، حول أهمية ارتداء الملابس المناسبة أثناء الصلاة.
وأشارت إلى أن هذه الظاهرة أصبحت منتشرة بشكل لافت، مما يستدعي بذل جهود توعوية عبر خطب الجمعة والدروس الدينية.
الحل بين التوعية والاختيار الصحيح للملابس قبل الصلاة
للحد من هذه الظاهرة، يرى خبراء في الشريعة وعلماء الاجتماع أن الحل يكمن في التوعية المستمرة بأهمية اختيار الملابس المناسبة للعبادة، إلى جانب تكثيف الجهود داخل المساجد لتثقيف الشباب بأسس الوقوف بين يدي الله.
وتعكس ظاهرة "الظهر المكشوف" أثناء الصلاة، تحديًا يجمع بين الالتزام الديني والحفاظ على المظهر الشخصي.
ومع استمرار التوعية وتعزيز ثقافة ارتداء الملابس اللائقة للعبادة، يمكن الحد من هذه الظاهرة، التي باتت تؤرق المصلين وتثير تساؤلات حول الانضباط في أداء الفرائض.