أكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، أن كتابة التاريخ تتطلب الجمع بين دراسة الماضي واستيعاب الحاضر واستشراف المستقبل، مشدداً على أن المؤرخ المحترف يعتمد على مناهج علمية دقيقة لتفسير الأحداث وربطها بقوانين تحكم تطوراتها.
وأضاف “شقرة”، خلال لقائه في برنامج "صالة التحرير" مع الإعلامية فاتن عبد المعبود على قناة صدى البلد، أن الأحداث التاريخية لا تعيد نفسها، بل تشابه الظروف هو ما يخلق انطباعاً بأنها متكررة، موضحاً أن الحوادث لا تحدث صدفة، وإنما تخضع لقوانين وأسباب واضحة.
قراءة في الصراع الحالي بغزة
وأشار إلى أن الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط تعكس مرحلة استثنائية تشبه بعض المحطات التاريخية الكبرى، مثل تفكك الاتحاد السوفيتي وإعادة تشكيل التوازنات العالمية.
وعن الصراع في غزة، أكد شقرة أن إسرائيل تستغل الظروف الراهنة لتنفيذ مخططاتها التوسعية، بما في ذلك محاولات القضاء على غزة بالكامل لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
وأوضح أن هذه التحركات تأتي ضمن خطوات أكبر لإعادة رسم خريطة المنطقة، بما يخدم المصالح الإسرائيلية على المدى الطويل.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحول الصراعات في المنطقة من مواجهات عسكرية إلى حروب دبلوماسية ترسم ملامح جديدة للعالم، ما يتطلب قراءة واعية وشاملة للتاريخ والحاضر معاً.