تحت وطأة التحديات الإقليمية والدولية، تم الحديث عن هدنة بين إسرائيل ولبنان. غير أن هناك تساؤلات كبيرة وكثيرة، تدور حول القلق من استمرارها في ظل الواقع العسكري والسياسي الراهن؟ هل ستكون مرحلة جديدة، أم مجرد فاصل هش قبل تصعيد أكبر؟.
يبدو أن المخاوف من انهيار الهدنة، لا تقتصر علي المناوشات الحدودية أو الخروقات العسكرية فحسب. بل تتعلق أيضا، بالقوي السياسية المحلية والإقليمية. داخل لبنان يواجه "حزب الله"، الكثير من الضغوط السياسية والاقتصادية، الأمر الذي قد يجعله في موقف صعب، إذا ما استمر في الالتزام بالاتفاق. قد تدفعه إلي تصعيد مفاجئ. إسرائيل تري أن الحزب، في وضع جهوزية واستعداد دائم، ولن يتردد في الرد علي أي هجوم من قبلها، في حال تم التوصل إلي هدنة.
مصادر إعلامية إسرائيلية، تصف الاتفاق الأخير، بـ "الاستراحة"، التي قد تنتهي إذا شعر أي طرف بالتهديد أو الاستفزاز. كما أن الأحداث الأخيرة، تكشف بشكل واضح عن هشاشة الوضع، لا سيما، في حال استمرت المناوشات والتوترات بين الفصائل الفلسطينية في غزة. ما قد يؤدي لانهيار الهدنة. حسب تقارير صحفية أمريكية. ضغوط "حماس"، علي "حزب الله"، ربما يفتح جبهة جديدة ويزيد تعقيد الوضع. فضلا عن الدعم الإيراني العسكري والسياسي للحزب، الذي قد يدخل علي الخط، إذا شعرت إيران بتهديد مصالحها.
فيما كشف تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، عن لقاء ثلاثي بين المبعوثين الأمريكي والفرنسي، وقيادات "حزب الله"، حيث تم التأكيد علي ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاق لتجنب التصعيد العسكري في المنطقة. بيد أن الضغوط الدولية، قد لا تكون كافية لردع الأطراف المحلية والإقليمية عن تنفيذ هجمات. ولكن يبقي السؤال، لماذا قد ينهار الاتفاق؟. أولا: التصعيد في غزة، قد يسبب استجابة عسكرية من "حزب الله"، ما يعيد الوضع إلي نقطة الصفر مرة أخري. ثانيا: المناوشات علي الحدود، قد تفتح المجال لتوسيع الاشتباكات. ثالثا: الضغوط الاقتصادية في لبنان، قد تدفع الحزب، إلي التصعيد لتشتيت الانتباه عن الأزمات الداخلية. فهل سيصمد الاتفاق، أم أن الخوف من التصعيد سيعود مجددا؟ المنطقة في حالة ترقب، فيما تبذل الإطراف الدولية جهودها، لإحلال السلام بأي ثمن.