قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هند عصام تكتب: الملك نختنبو الثاني

الكاتبة الصحفية: هند عصام
الكاتبة الصحفية: هند عصام
×

وما زلنا على تواصل مع سرد السير الذاتية لملوك مصر الفرعونية القديمة وكما اعتدنا عليه أنه ليس بترتيب الأسر الفرعونية ولا بترتيب الملوك  والدليل علي ذلك أنه وقع الاختيار على أخر  ملوك مصر الفراعنة القديمة و صاحب أول عملة معدنية في التاريخ أنه الملك نختنبو الثانى هو آخر فرعون مصرى يحكم في مصر القديمة، حكم بين أعوام 360-342 قبل الميلاد و كان أيضاً الملك الثالث والأخير في الأسرة المصرية الثلاثين بالإضافة إلى كونه آخر حاكم لمصر القديمة من السكان الأصليين. وانتهت فترة حكمه باحتلال الفرس لمصر ثانية فى عام 343 قبل ميلاد السيد المسيح، قبل احتلال الإسكندر الأكبر لمصر فى عام 332 قبل الميلاد، وكذلك هو آخر حاكم مصرى لمدة حوالى ثلاثة وعشرين قرنًا من الزمان.

كانت السنوات الثمانية الأولى من حكم نختنبو الثانى بعيدة عن التدخل الفارسى بسبب المشكلات الأسرية فى البيت الفارسى الحاكم وما تلاها، غير أنه فى منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، نجح الحاكم الفارسى الجديد أرتازيركيس الثالث فى فرض سيطرته على معظم أرجاء الإمبراطورية الفارسية، وحاول غزو مصر، غير أن حملته باءت بالفشل، وبسبب ذلك، نجحت بعض المدن اليونانية والفينيقية فى تحدى القوة الفارسية عسكريًا لبعض الوقت.
و تحت حكم نختنبو الثاني، ازدهرت مصر خلال فترة حكمه، طور الفنانون المصريون أسلوبًا فنيا ترك علامة مميزة على نقوش المملكة البطلمية.
وكان الملك نختنبو الثاني مثل سلفه غير المباشر نختنبو الأول، و أظهر الملك  نختنبو الثاني حماسًا للعديد من طوائف الآلهة في الديانة المصرية القديمة، ويشهد على ذلك الاهتمام أكثر من مائة موقع بناء في مصر. وقد أجرى أعمال إنشاء وترميم أكثر من نختنبو الأول، ومن أهمها معبد إيزيس الضخم.

كما أنه  نجح الملك نختنبو الثاني في صد محاولات الغزو من قبل الإمبراطورية الأخمينية وذلك  لعدة سنوات. ومع ذلك، لعدة أسباب منها أن لكل حاكم حلفاء وخونة  تعرض الملك نختنبو الثاني للخيانة من قبل خادمه السابق منطور الرودسي، ولذلك هُزم نختنبو الثاني في نهاية المطاف من قبل القوات الفارسية واليونانية في معركة بيلوسيوم (343 قبل الميلاد).
و احتل الفرس منف ثم استولوا على بقية مصر، وضموا البلاد إلى الإمبراطورية الأخمينية تحت قيادة أردشير الثالث. و هرب حينها نختنبو جنوبًا وحافظ على سلطته لبعض الوقت ولكنه واجه مصيره المحتوم و الغير معروف.

ويقال من خلال  كتاب "الفراعنة المحاربون"، كان الملك نختنبو الثانى قد رجع إلى التقاليد الملكية القديمة والاستقرار الذى جلبته الآلهة لأرض مصر، فقام الملك بإعادة بناء وتأسيس المعابد، وتم تقديم الملك على اعتباره أنه فى حماية الآلهة، وبالفعل هناك تمثال كبير من الحجر فى متحف المتروبوليتان فى مدينة نيويورك فى الولايات المتحدة الأمريكية يصور الملك نختنبو الثانى فى شكل صغير بين قدمى الرب حورس، المعبود المصرى الشهير وحامى الملكية المصرية المقدسة، والذى تم تصويره فى شكل صقر كبير الحجم.

ويقال أيضاً أن الملك نختنبو الثاني قد حارب الجنود الإغريق من المرتزقة مع مصر ومع الفرس، وكان قوام خمس جيش الملك نختنبو الثانى حوالى عشرين ألف من الجنود الإغريق، ووقف بهم الملك نختنبو الثانى فى قلعة الفرما التى كانت على حدود مصر الشرقية فى عام 343 قبل ميلاد السيد المسيح مواجهًا التقدم الفارسى نحو بلده مصر، فتم هزيمة المصريين عن طريق الجنود الإغريق المرتزقة الذين استعان بهم الفرس لغزو مصر، وسقطت الفرما، ومن بعدها مناطق الدلتا القوية الحصينة، ثم سقطت منف بعد فترة، مما اضطر الملك نختنبو الثانى إلى الهروب إلى بلاد النوبة، وتم حكم مصر عن طريق الفرس للمرة الثانية.

وأجمع العلماء علي عدم معرفة  مصير الملك نختنبو الثانى حتي الآن ، غير أنه تم العثور على تمثال أوشابتى يحمل اسمه وهو موجود فى متحف تورينو فى إيطاليا وغير معروف مكان الاكتشاف مما يشير إلى موته ودفنه غالبًا فى العاصمة سايس، وهناك آثار جنائزية أخرى تحمل اسمه، وجاء فى الأسطورة التى تعود إلى العصور الوسطى وتحمل اسم "الإسكندر رومانس" أو "قصة الإسكندر"، أن نختنبو الثانى هرب إلى البلاط المقدونى، أعداء الفرس التقليديين، حيث عمل كساحر مصرى عظيم، وهناك لفت نظر الملكة أوليمبيا، زوجة الملك فيليب الثانى، وأصبح أب الإسكندر الأكبر، مما يعد تبشيرًا بحكم الإسكندر الأكبر لمصر واعتباره من نسل الفراعنة العظام.

وأشار كتاب "الفراعنة المحاربون"، وبنهاية حكم الفرعون المصرى العظيم الملك نختنبو الثانى يختفى نسل الفراعنة من حكم مصر، وباحتلال مصر من الإسكندر الأكبر، تصير مصر مملكة يحكمها الغرباء إلى أن تقوم ثورة 1952.