قال المحلل السياسي اللبناني، محمد الرز قبيل، إن الإعلان عن وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الإسرائيلي، أكد أن جيش الاحتلال قد أفرغ صواريخه الجوية وقذائف دباباته على مناطق مختلفة في لبنان، بما في ذلك بيروت العاصمة، ومناطق الجنوب والبقاع، حيث شنّ 22 غارة على ضاحية بيروت الجنوبية.
وأضاف "الرز"، لـ “صدى البلد”، أن هذا التصرف يكشف عن حقيقة الجيش الإسرائيلي الذي يدعي نتنياهو أنه “الأكثر أخلاقية في العالم”، لكن هذه الأخلاقية، كما يراها الرز، تركت بصماتها الإرهابية على رؤوس المدنيين اللبنانيين، خصوصًا النساء والأطفال، وذلك قبل ساعات من الإعلان عن وقف النار.
وأكد المحلل الساسي، أن هذا الاتفاق يشكل فترة انتقالية لمدة ستين يومًا بين منطق الحرب والدمار وفترة الاتفاق غير المباشر، التي تهدف إلى تسكين جبهة الجنوب اللبناني استنادًا إلى القرار الأممي رقم 1701.
وتابع “رغم التفوق الإسرائيلي في الغارات الجوية والحرب الاستخبارية، وتهجير نحو مليون ومائتي ألف لبناني من مناطق الجنوب والبقاع، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية”.
ونوه بأن إسرائيل لم تتمكن من إقامة شريط حدودي عازل بين لبنان وفلسطين المحتلة، كما فشلت في إعادة النازحين المستوطنين في الشمال إلى بيوتهم، ولم تتمكن من إشعال فتنة داخلية بين اللبنانيين أو بين النازحين وأبناء المناطق الآمنة.
وأكد أن ما وصفه بفشل حزب الله في مواجهة الحرب الاستخبارية الإسرائيلية، حيث تكبد خسائر كبيرة في صفوفه، لكنه في الوقت نفسه نجح في منع الجيش الإسرائيلي من احتلال الأرض، وكبّده خسائر بشرية كبيرة، إذ قُتل وأصيب أكثر من ألف جندي وضابط إسرائيلي.
وكان أطلق حزب الله نحو 24 ألف صاروخ على العمق الإسرائيلي، من تل أبيب إلى حيفا وعكا.
ويرى الرز أن إسرائيل قد حققت انتصارًا تكتيكيًا لكنها فشلت استراتيجيًا، في حين أن حزب الله خسر تكتيكيًا لكنه لم يفشل استراتيجيًا.
ومع الإعلان عن وقف إطلاق النار، يتوقع أن تتم الإجراءات التنفيذية على الأرض، بما في ذلك انسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، بينما ينسحب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا. ويشمل الاتفاق إشراف لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل ولبنان وقوات الطوارئ الدولية على تطبيق القرار 1701.