عقد الجامع الأزهر الشريف اللقاء الرابع للملتقى الفقهي "رؤية معاصرة" تحت عنوان "عدة المرأة بين الشرع والطب"، وحاضر فيه الدكتور رمضان الصاوي، أستاذ الفقه ونائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، وأدار اللقاء الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ومتابعة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر.
وفي سياق متصل، أوضح د. محمود صديق، مشروعية العدة من الناحية الطبية قائلاً: توجد بعض الحالات بعض الحالات الطبية التي تصاب بها المرأة، وقد يكون السبب إما في التبويض أو في الرحم نفسه، وينتج عنها أنها لا تحيض. لكن بعد فترة من الفترات، قد يتدخل الطب ويحدث ما حدث لزوجة سيدنا زكريا عليه السلام؛ فزوجته كانت مصابة بشيء أو قد بلغت سن اليأس ثم شاء الله لها الحمل. فهذا أمر وارد في الطب، وقد حدث أن المرأة قد تصاب بالعقم أو تبلغ سن اليأس، وبإجراء بعض الفحوصات الطبية وتناول الأدوية التي تحفز التبويض لديها وتحفز الرحم، يحدث الحمل. فقد حدث أن حملت نساء في عمر السبعين.
وأشار إلى أن التشريع في التربص في العدة موجود في التشريعات التي سبقت الإسلام، وأن من يدعي أن العلم الحديث يستطيع أن يقول كلمته في المرأة التي مات زوجها عنها أو التي طلقت، نقدم في جهاز الأشعة ونتبين أن الرحم خالٍ، وبالتحاليل الطبية نثبت أن الرحم خالٍ. كل هذا ليس في منتهى الدقة التي يتخيلها البعض، فمن الوارد أن تحيض المرأة الحامل وينزل عليها الدم في الشهر الأول والثاني والثالث.
وأوضح أن المرأة حينما يتوفى عنها زوجها، يكون الارتباط أكثر بالرجل، وهناك علاقة كبيرة بينهما، وحزن شديد يصيب المرأة، وهو ما يؤخر خروج بصمة ماء الرجل منها. فطهارة الرحم لابد أن تستبين بعد أربعة أشهر وعشرة أيام، وهي الفترة التي قد ينفخ فيها الروح في الجنين.
وبيّن د. صديق أن المرأة المتعددة العلاقات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وذلك أن المرأة حينما تتشبع برجل آخر يكون له فيها، كما يقولون، بصمة وراثية من ماء هذا الرجل ومن علاقته، ولا يزول إلا بعد انتهاء فترة معينة حددها الشارع الحكيم بثلاثة قروء أو بأربعة أشهر وعشرة أيام. في المجتمعات التي انقطع فيها السبل في تحكيم الفطرة، المرأة التي يتعدد عليها الرجال تكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم وسرطان الثدي، وأمراض فتاكة، أخطرها نقص المناعة المكتسبة. فالشارع الحكيم في حكمه حريص تمام الحرص على أن يكون الإنسان في كل أموره التعبدية محافظاً على صحته وعلى كل شيء موجود فيه. فالشريعة الإسلامية صالحة لكل إنسان في كل زمان ومكان، ففيها من المعجزات والدلالات، وفيها من الأشياء التي تجعلنا نقول إن هذا القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.