تكثف مصر جهودها بشكل مستمر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل التصعيد العسكري المستمر بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، وتعد القاهرة من أبرز الأطراف الإقليمية الفاعلة في محاولات التهدئة، حيث تقوم بدور الوسيط من خلال قنواتها الدبلوماسية مع الأطراف المختلفة لضمان التوصل إلى اتفاقات لوقف العدائيات وحماية المدنيين.
محاولات مصر المستمرة لوقف إطلاق النار بغزة
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن مشاركة مصر في الفعاليات الدولية الراهنة تأتي في إطار الاهتمام الكبير بما يجري في قطاع غزة ومحاولات وقف إطلاق النار هناك، بالإضافة إلى الترتيبات الأمنية والاستراتيجية المتعلقة بملف لبنان.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الزخم الكبير والحضور المصري في هذه الفعاليات يعكس اهتمام القاهرة العميق بمتابعة التطورات الإقليمية والدولية، ويعكس أيضا توجهات مصر الحالية فيما يتعلق بالقضيتين الحسّاستين في غزة وجنوب لبنان.
وأشار فهمي، إلى أن التحركات المصرية تكتسب أهمية بالغةفي هذا التوقيت، حيث تتمتع بمصداقية كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأوضح أن هذه التحركات تؤكد على وعي مصر العميق، سواء من خلال الدبلوماسية الرئاسية أو عبر الدبلوماسية المهنية التي تقودها وزارة الخارجية، فيما يتعلق بالسياسات المتبعة في منطقة الشرق الأوسط.
وعرض برنامج "من مصر"، الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "من أجل السلام العادل.. مصر تكثف جهودها لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان".
وأوضح التقرير أنه في تحد واضح لمذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المقال يوآف جالانت، صعد جيش الاحتلال من جرائمه في قطاع غزة، بارتكاب المجازر المروعة بحق الفلسطينيين، وإجبارهم على النزوح المتكرر بتدمير كل مقومات الحياة.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أطلق العنان لمشروعه الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، من مصادرة الأراضي وإقامة البؤر الاستيطانية، مرورا بالسماح للمستوطنين بإرهاب الفلسطينيين، تمهيدا لمخططات الضم والسيطرة على أراضي الضفة الغربية.
القضية الفلسطينية هي الأهم في كل تحركات القاهرة
ولفت أنه أمام كل هذا التوحش الإسرائيلي والذي توسع بالعدوان على لبنان، تقف مصر في وجه مخططات الاحتلال الجارية بهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء في غزة أو الضفة، فكما تحملت مصر عبء القضية الفلسطينية لعقود طويلة من الزمن، تظل القضية الفلسطينية هي القضية الأهم في كل تحركات وجهود القاهرة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأكد أنه منذ بدء حرب الإبادة على غزة تخوض مصر معارك سياسية ودبلوماسية، وتواجه بحسم كل محاولات التهجير والتصفية، كما تواجه أكاذيب ومراوغات الاحتلال؛ لتمرير مخططات تنتبه لها الدولة المصرية جيدا.
في الوقت نفسه، تعمل مصر على تعزيز الترتيبات الأمنية والاستراتيجية في جنوب لبنان، في محاولة لتهدئة الوضع هناك ومنع امتداد التوترات الإقليمية إلى مزيد من التصعيد، ويأتي تحرك مصر في هذه الملفات في إطار دورها المحوري في المنطقة واهتمامها العميق باستقرار الأمن الإقليمي، وذلك عبر تنسيق جهودها مع المجتمع الدولي والدول المعنية.
وجدير بالذكر، أن أعلنت مصادر طبية فلسطينية اليوم /الثلاثاء/ ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44 ألفا و249 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر - في تصريح، وفقا لوكالة أنباء فلسطينية- أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 104 آلاف و 746 جريحا، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر، أسفرت عن استشهاد 14 مواطنا، وإصابة 108 آخرين.