قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل خلق الإنسان وحمله الأمانة، قال تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب :72] وأعانه على تحملها، فأرسل له الرسل عليهم السلام، وأنزل له الكتب، ويسر له سبيل الخير، وبين له سبيل الشر.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن البشر انقسموا في الاستجابة لخالقهم إلى قسمين : الأول : حزب الله. والثاني : حزب الشيطان، وحزب الشيطان مفتون بالدنيا يستجيب للشيطان، ولقد حذرنا ربنا من هذا فقال سبحانه وتعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [فاطر :5، 6] فحزب الشيطان يؤمنون بالباطل الذي يزيفه لهم الشيطان، فيكون له التأثير الشديد عليهم مما يصل به لدرجة الاستحواذ عليهم كما أخبر بذلك الحق سبحانه وتعالى حيث يقول: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ) [المجادلة :19].
وحزب الله هم الذين أطاعوه واستجابوا له، وابتعدوا عن خطوات الشيطان، فأثابهم الله بذلك أن كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم قال سبحانه وتعالى : (أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ) [المجادلة :22]
فحزب الله هم الذين يوالون الله ورسوله وينصرونهم، قال تعالى : (وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الغَالِبُونَ) [المائدة :56]، فحزب الله هم المفلحون وهم الغالبون، وحزب الشيطان هم الخاسرون.
وحزب الله هم عباده المؤمنون، ولقد امتدحهم الله في القرآن في كثير من آياته، ومن خير ما امتدحهم بهم أن سماهم سبحانه «عباد الرحمن» وعد صفاتهم الحميدة التي تمثل منظومة أخلاقية وسلوكية، ومشروعا حضاريا متكاملا.
وحظيت سورة الفرقان بنصيب كبير في عد فضائل عباد الرحمن وخصائصهم، حتى بلغت صفاتهم في تلك السورة خمسة عشرة صفة.
فإذا تأمل المؤمن تلك الصفات وتخلق بها كان عبدا ربانيا، وداعيا بحاله قبل قاله، وإذا رفع يده إلى السماء استجاب له ربه تكرمه له ورحمة به.