أثارت تساؤلات حول صحة وضوء وصلاة من يعاني من حالات مرضية مثل عدم التحكم في الريح أو سلس البول نقاشًا واسعًا بين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وخصصت دار الإفتاء المصرية جزءًا من بثها المباشر على صفحتها الرسمية لتوضيح الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه الحالات.
حالتان مختلفتان
الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أوضح أن الأمر يختلف بين حالتين. الأولى تتعلق بالأشخاص الذين يشكون في وجود هذه الحالة المرضية دون تأكد.
ونصح عبد السميع بعدم الالتفات إلى هذه الوساوس أو إعادة الوضوء دون داعٍ، مؤكدًا أن الشك يدخل ضمن الوساوس التي لا ينبغي الانشغال بها.
أما في الحالة الثانية، يكون الشخص متأكدًا من معاناته من مرض مثل عدم التحكم في الريح، فأكد عبد السميع أن المريض لا حرج عليه.
ويجوز له أن يصلي دون الحاجة إلى إعادة الوضوء، مشيرًا إلى أن هذا ينطبق على حالات مشابهة مثل سلس البول أو الاستحاضة، إذ يعتبر ذلك من الأعذار الشرعية.
مريض سلس البول هل طهارته وصلاته صحيحة
أجابت دار الإفتاء عن سؤال ورد من أحد المرضى المصابين بسلس البول، والذي يعاني من نزول قطرات بول بشكل مستمر بعد الوضوء.
وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن المريض يتوضأ مرة واحدة قبل كل صلاة، ثم يؤدي صلاته دون أن يتأثر بما ينزل منه بعد ذلك، شرط أن يضع حائلًا مثل منديل لمنع تسرب القطرات إلى ملابسه.
وأشار شلبي إلى أن هذا الحكم يستند إلى القاعدة الشرعية التي تراعي الأعذار، حيث تُعد الطهارة شرطًا أساسيًا للصلاة، لكن إذا كان المريض غير قادر على التحكم في البول، فإن وضوءه يظل صحيحًا ما لم ينتقض بسبب أمر آخر خارج عن المرض.
توجيهات للمصابين بالأمراض المزمنة
وأوضحت دار الإفتاء أن الإسلام يتسم باليسر والمرونة في التعامل مع الحالات المرضية، وأن المرضى الذين يعانون من حالات مزمنة مثل سلس البول أو إطلاق الريح المستمر يمكنهم أداء عباداتهم بشكل طبيعي دون قلق، طالما اتبعوا التعليمات الشرعية المتعلقة بوضعهم.