أثارت فتوى دار الإفتاء المصرية حول وقت التسبيح بعد الصلاة تساؤلات بين المصلين، حيث ورد إليها سؤال من أحد المواطنين حول ما إذا كان التسبيح يتم بعد الصلاة المفروضة مباشرة أم بعد أداء ركعتي السنة البعدية.

وأكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الوقت المفضل للتسبيح هو بعد الصلاة المفروضة مباشرة، حيث يُعد ذلك هو الأصل والمختار في الشريعة.

 وأضاف شلبي أنه في حال كان هناك عذر أو إذا صلى الشخص الفرض وتبعه مباشرة ركعتي السنة ثم سبح، فهذا جائز ولا مانع منه.

من جانبه، شدد الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، على أن التسبيح يجب أن يكون عقب الصلاة المفروضة مباشرة، مستندًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال دبر كل صلاة"، حيث أشار إلى أن التسبيح بعد ركعتي السنة لم يرد في الشريعة، ولم يثبت دليل عليه.

وأكد جمعة أن التسبيح ليس مشروطًا بالطهارة، لافتًا إلى أن الشخص إذا انتقض وضوءه أثناء تسبيحه بعد الصلاة، فلا حرج عليه في إتمامه، مُؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في جميع الحالات.

في سياق متصل، قال الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو لجنة الدعوة بالأزهر الشريف، إن الأذكار التي تقال بعد الصلاة تفتح أبواب الجنة للمصلين، مضيفًا أن من يردد الأذكار بعد الصلاة في جماعة كمن صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، ويحصل على أجر عظيم يغفر له ذنوبه ويفوز بأجر مجاهد في سبيل الله.

 وأضاف عبد الرازق مستشهدًا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، الذي يوضح فضل التسبيح والذكر عقب الصلاة، حيث جاء فيه أن من قال "سبحان الله" و"الحمد لله" و"الله أكبر" بعد كل صلاة، تُغفر له خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر.

وأظهرت الفتاوى أن التسبيح بعد الصلاة المفروضة مباشرة هو الأساس والأفضل في الشريعة الإسلامية، مع التأكيد على أهمية الذكر بعد الصلاة لما له من فضائل عظيمة في الإسلام.