تسبب الهجوم الكبير الذي شنه حزب الله على إسرائيل، مؤخرا في تأثير كبير على الداخل الإسرائيلي، بعد أن فضح تصريحات الحكومة الإسرائيلية بشأن القضاء على قدرات الحزب العسكرية، واثبت قدرة حزب الله على الرد رغم محاولات إسرائيل المتكررة لتقليص هذه القدرات، في وقت تعيش فيه إسرائيل حالة من الإحباط العسكري والسياسي بعد الفشل في تحقيق أهداف العدوان رغم استمراره لأكثر من عام.

من جانبه، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن أحداث الأمس كانت ثقيلة جدا على الإسرائيليين ، حيث اطلق حزب الله مئات الصواريخ التي وصلت الى معظم المناطق الاسرائيلية وداخل العمق الإسرائيلي، اضافة لوصولها إلى قواعد عسكرية منها ما سبق تم استهدافه ومنها ما هو جديد لأول مرة، وهذا القصف الشديد جعل ملايين الإسرائيليين يدخلون الملاجئ اكثر من مرة على مدار اليوم .

وأضاف أبولحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا الهجوم الكبير من جانب حزب الله يدحض أكاذيب نتنياهو ومسؤولي حكومته الذين يسوقون لشعبهم وللعالم أنهم قضوا على قدرات حزب الله الصاروخية والعسكرية بما يتجاوز 80٪. 

وأردف: "ثانيا يؤكد هذا الهجوم أن الحزب ما زال لديه قدرات عسكرية لم يفصح عنها بعد ،وثالثا أن الحزب أعاد تعبئة صفوفه القيادية العسكرية بعد أن حدث خلل مؤقت نتيجة الاستهدافات المتتالية في بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان والتي قتلت معظم الصف القيادي".

وأشار أبو لحية، إلى أن هذا اليوم الساخن على اسرائيل استدعى أن تقوم اسرائيل بهجوم كبير على مقرات للحزب أو أشخاص لهم علاقة بالحزب ،كمحاولة من اسرائيل لتبييض وجهها أمام جمهورها الذي يزداد غضبا يوما بعد يوم على حكومته الكاذبة .

وتابع:  "أتوقع ان يصل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الى التتويج بتوقيعه وذلك نظرا لقناعة الجانب الامريكي ان اسرائيل لن تستطيع تحقيق اهدافها في لبنان بعد أن جربت حظوظها وفشلت ودفعت ثمنا كبيرا عسكرياً ".

واختتم أبو لحية، قائلا: " استمرار المواجهة مع الحزب ليست في صالح إسرائيل إطلاقاً نظرا للوضع الداخلي للمجتمع الإسرائيلي وحالة الجيش الإسرائيلي التي أصبحت في حالة احباط غير مسبوق".