خصصت الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية ندوتها الفكرية الدولية ل" المسرح والإبادة والمقاومة : نحو أفق أنسي جديد "وهو الموضوع الذي يشغل المثقفين في العالم العربي خاصة في مواجهة الإبادة التي يتعرّض لها الفلسطينيون منذ سنوات بعيدة وخاصة منذ " طوفان الأقصى " إذ أصبحت المجازر بمعدّل يومي وفاق عدد الشهداء الخمسين ألف دون الجرحى والمشردين الذين فقدوا بيوتهم ويعيشون في العراء.
وفي هذه اللحظة التاريخية "وفي هذا المنعرج الفلسطيني الذي يمر به الفكر الإنساني التحرري اليوم، تتأكد ضرورة مسرحٍ مناهضٍ للإبادة أكثر من أيّ وقت مضى، بحيث يندرج في أفقٍ هو من طبيعة إنسية جديدة، تعمل على إعادة تأسيس الفكر المدافع عن الإنسانية الحرّة. ففي المسرح، وعلى الركح ثمة حوار ومقارعة للرأي بالرأي، ومواجهة للإرادة بالإرادة، ومغالبة للتسلّط بالهزل، وقلب لمسار المصير 'المحتوم'، أساسه ذوات حرة تصنع مصائر مُختارة. وهو في هذا يستمدّ مادته من روافده في الآداب الفصحى والشعبية، وفي الفنون القديمة والجديدة ومن علوم الإنسان والمجتمع ومن الفلسفات. بهذا المعنى، لا يمكن للمسرح أن يضطلع بهذه المهمة إلا إذا ساهم في كسر القطيعة ما بين العلوم الإنسانية والاجتماعية والفن، باعتبارها خلاصة معارف البشر عن أنفسهم ماضيا وحاضرا وتطلعا إلى المستقبل، وباعتباره هو مِصْهَرًا للفنون والآداب والمعارف المهتمة بالإنسان والمجتمع. "
كما جاء في الورقة العلمية .
هذه الندوة تُطرح على مدى أيام 25 و 26و 27 من الشهر الجاري "جملة من المسائل الجمالية والإيتيقية وتناقش الندوة المحاور التالية :
1-
الخصوصيات الجمالية لممارسة مسرح الابادة ومسرح المقاومة في مختلف المجتمعات وخلال الزمن الاستعماري والرأسمالي الاستهلاكي.
2-
ايتيقا وضع الدمار والإبادة على الركح وتحويلهما الى مشهد مسرحي.
3
علاقة الفن المسرحي بعلوم الانسان والمجتمع التي تخوض في ذاكرات الابادة والمقاومة والصناعة التاريخية الاجتماعية للهويات.
4-
مسرح الابادة والمقاومة وابتداع المستقبلات الممكنة.
البرنامج يتضمّن ست جلسات علمية ويترأس الجلسة الأولى الدكتور محمد المديوني وهي تحمل عنوان "المسرح والإبادة والمقاومة أطروحات ومقاربات ويقدّم خلالها كل من نوفل حنفي من تونس وأري سيتاس من جنوب أفريقيا ونجوى قندقجي من الأردن وخيرة بوعتو من الجزائر ورقات حول المسرح والإبادة وإيتيقا التعبير عن الدمار .
ويترأس الدكتور أحمد القاسمي الجلسة الثانية التي سيشارك فيها صفاء سلولي وعلي الحبيب الفريوي وأنديرا راضي ورقات في تجارب أنتونين أرطو وأغوستو بوال وتجلياتهما في غزة وجمالية الحياة .
في اليوم الثاني سيترأس الدكتور محمد مسعود أدريس الجلسة الأولى وهي تحت عنوان : الفرجة المقاومة والأستعمار والحرب الأهلية ويتدخّل فيها هايل علي أحمد المذابي من اليمن والسر السيد محمد من السودان وعبد الحليم المسعودي من تونس وأحمد الشنيقي من الجزائر .
ويترأس كريم دكروب من لبنان الجلسة الثانية تحت عنوان المسرح والعنف والديكتاتورية .
أما اليوم الثالث فستكون الجلسة الأولى تحت عنوان المسرح والمقاومة في أفق فلسطيني رؤى متقاطعة برئاسة نجوى قندقجي وستقدّم فيها ثلاث مداخلات لسعيد كريمي من المغرب وايناس زرق عيونه من تونس وعماد هادي خفاجي من العراق وتخصص آخر جلسات هذه الندوة لغزة ولبنان برئاسة أحمد شنيقي من الجزائر تحت عنوان من غزة إلى لبنان ويشارك فيها عبدالرحيم الشيخ من فلسطين بمداخلة بعنوان الموت الفلسطيني بين السجن والإبادة في مسرحيات وليد دقة وكريم دكروب من لبنان “ مسرح الدمى والنضال من أجل الهوية خلال الحرب الأهلية في بيروت ”