ارتبطت شلة الحرافيش التي تشكلت في أربعينيات القرن الماضي، بأسم الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وكان أعضاء هذه الشلة هم أصدقاءه في الأساس،وكانت تضم مجموعة من الكتاب والفنانين التشكيليين يجتمعون بشكل دائم فى المقاهى حيث يتبادلون أحاديث الثقافة والأدب والفن وقد جمعتهم صداقة امتدت على مدار سنوات طوال.
وفي حوار نادر، نشر في كتاب «أحب رائحة الليمون» حوارات مع نجيب محفوظ للكاتبة سهام ذهني، صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحدث نجيب محفوظ عن الحرافيش، وعلاقته بهم، وبداية معرفتهم بهم.
بداية شلة الحرافيش
وقال أديب نوبل نجيب محفوظ: «بداية التعارف بين شلة "الحرافيش" كان في سنة ١٩٤٣، في ذلك العام أنشأ المرحوم عبد الحميد جودة السحار، لجنة النشر للجامعيين ودعا من كانت لهم أعمال حصلت على جوائز بعد نشرها، وعبر هذه الدعوة عرفت من "الحرافيش" عادل كامل، وكان له أصدقاء مثل الفنان أحمد مظهر، وأصدقاء آخرين انتقلوا إلى رحمة الله، منهم محمد عفيفي، وعرفنا أصدقاء نتمنى أن يطيل الله في أعمارهم، مثل "أحمد زكي مخلوف"، "محمود شبانة"، وبعد ذلك عندما عرف آخرون باجتماعاتنا الأسبوعية انضموا إلينا، مثل المخرج توفيق صالح، والشاعر صلاح جاهين، والفنان سيد مكاوي، واتسعت الشلة وأصبحت أكبر، إنما مع مرور الأيام تكاد شلة الحرافيش أن تقتصر اليوم على ثلاثة من العجائز، أنا و عادل كامل، والفنان أحمد مظهر، وإن كان أحمد مظهر مازال كله شبابا».
سبب انكماش شلة الحرافيش
وأضاف محفوظ: «شلة الحرافيش لا تذكر كأفراد، وإنما هي مجموعة كاملة،وأغلبهم إما أديب أو فنان أو محب للأدب والفن، وما جمع هذه الشلة هو الود والصداقة».
وفسر محفوظ سبب إنكماش شلة الحرافيش، مؤكدًا أن البعض انتقل إلى رحمة الله، والبعض انتقل إلى الخارج، والبعض غير أسلوب حياته بعد أن تزوج، موضحًا أن لقاء «الحرافيش» كان يتميز دائما بروح الفكاهة، تغير روح اللقاء بعد الهزيمة في الحرب عام ١٩٦٧، فأصبح لقاء جادًا وكئيبا، أما الآن فاللقاء أقرب إلى السمر.
وكشف نجيب محفوظ أن لقاء الحرافيش، كان يتم في بيت أحمد مظهر كل يوم خميس، رغم أنه في البداية كان يتم في منزل محمد عفيفي، موضحًا أن سبب تسميتهم بالحرافيش جاء على سبيل الفكاهة، ومعناها «الصعاليك».